حذّر أول أمس قائد القيادة العسكرية الأمريكية الموحدة لإفريقيا »الأفريكوم« التي يتواجد مقرها بشتوتغارت بألمانيا، الحكومة الأمريكية من اتخاذ أي قرار بشأن تسليح معارضي العقيد معمر القذافي دون معرفة المزيد عن هويتهم. وتحدث الجنرال كارتر هام عن نية تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في مساعدة المعارضين للقذافي، وعبر عن مخاوفه من احتمال سقوط صواريخ متوسطة المدى بين أيدي المعارضين، ومن ثمة وصولها إلى تنظيم القاعدة، وهو الموقف الذي ينسجم تماما مع ما عبرت عنه الجزائر التي أكدت منذ البداية على مخاوف جدية من إمكانية حصول الإرهابيين على كميات من الأسلحة غير المراقبة في ليبيا. اقتنع الأمريكيون أخيرا بصحة الطرح الجزائري بشأن مساعي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي للاستفادة من الوضع في ليبيا، والحصول على أسلحة تسمح له بتوسيع نشاطه في المستقبل واستهداف كامل منطقة الساحل. فضمن هذا الإطار حذر الجنرال كارتر هام، قائد »الأفريكوم« من إمكانية تسليح المعارضة الليبية مشيرا إلى بواعث قلق من سعي المتطرفين لاختراق صفوفهم. وقال المسؤول العسكري الأمريكي: »توصيتي ستكون بضرورة أن نعرف أكثر عن هؤلاء المعارضين قبل أن نتخذ أي إجراء بشأن تسليحهم«، مشيرا إلى نية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لمساعدة المعارضة، وحذر من احتمال حصول المعارضين للقذافي، خاصة المتطرفين منهم الذين قد تربطهم علاقات ما بتنظيم القاعدة، على صواريخ متوسطة المدى. وشدد قائد »الأفريكوم« على ضرورة أن تراعي الحكومة الأمريكية ضرورة معرفة كل ما يتوجب معرفته عن هوية المعارضين للقذافي قبل اتخاذ أي قرار لتسليحهم، وأشار خلال جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي عن اعتقاده بأن حالة من الجمود بدأت تنشأ بين المعارضة الليبية المسلحة وقوات الحكومة الليبية الموالية للقذافي، وقال ردا على سؤال بهذا الشأن: »أوافق على أن ذلك هو الوضع على الأرض في الوقت الراهن«، وهو ما يعني بان القادة العسكريين الأمريكيين، الذين يتوقف عليهم أي قرار عسكري تتخذه واشنطن، جد مقتنعين بضرورة عدم تسليح المعارضة في ليبيا، وأن وجود »القاعدة« في هذا البلد هي حقيقة وواقع، وليست مجرد ادعاءات يريد القذافي من ورائها تخويف الغرب لكي يخلو له الجو في حربه لاستعادة السيطرة على المدن الليبية التي افتقدها واستولى عليه المتمردون. وحذرت الجزائر منذ البداية من الاستهانة بنشاط القاعدة في ليبيا، ومن احتمال استغلال التنظيم الإرهابي للحرب الأهلية في جماهيرية القذافي، للحصول على السلاح، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة وربما الأسلحة الكيماوية التي يعتقد بأن نظام القذافي لا يزال يخزنها في بعض المناطق في ليبيا، وتدعم الموقف الجزائري الذي عبر عنه خصوصا الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالقضايا المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، ووزير الداخلية دحو ولد قابلية، العديد من التصريحات، منها تصريح الرئيس التشادي إدريس دبي الذي تحدث في حوار خص به »لوجون أفريك« عن حصول تنظيم القاعدة المغاربي على أسلحة ثقيلة، منها صواريخ ارض-جو نقلت إلى منطقة تقع في شمال النيجر.