حذرت الصين بريطانيا من إرسال ضباط عسكريين لتقديم المشورة للثوار الذين يقاتلون قوات العقيد معمر القذافي، قائلة إن بكين تعارض أي خطوات تتجاوز تفويض قرار الأممالمتحدة. كما حذرت الجزائر من عواقب الحرب في ليبيا على المنطقة، بينما طالب السناتور الأمريكي جون ماكين كل الدول بالاعتراف ب المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية »الصين تعتقد أن مجلس الأمن الدولي عليه مسؤولية أساسية لحماية السلام والأمن الدوليين، ويجب على الأطراف المختلفة الالتزام بدقة بتفويض مجلس الأمن في معالجة الأمور«. وأضاف هونج لي على موقع وزارته على الإنترنت مساء أول أمس الجمعة »الصين لا توافق على اتخاذ أي قرارات تتجاوز تفويض مجلس الأمن«. ورغم التحذير، لم يصل هونج إلى حد اتهام بريطانيا بشكل مباشر بخرق قرار مجلس الأمن بشأن الصراع الليبي، ولكنه لم يدع مجالا للشك في أن الصين غير سعيدة بقرار رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون بإرسال نحو 12 ضابطا إلى ليبيا لمساعدة مقاتلي المعارضة على تحسين قدراتهم القتالية. وبهذا التحذير تكون الصين قد انضمت إلى روسيا في الاعتراض على قرار لندن إرسال مستشارين عسكريين إلى الثوار الليبيين. وفي نفس السياق، قال المغرب إنه يسعى لإيجاد حل سياسي بعد مباحثات قال إنه أجراها مع ممثلين عن الحكومة الليبية والمعارضة هذا الأسبوع. ولم يقدم المصدر الرسمي بخارجية المغرب الذي أورد الخبر تفاصيل عن مدى قرب التوصل إلى مثل هذا الاتفاق أو مضمونه. وقال المصدر لوكالة رويتر إن هذه الحلول يجب أن تتفق مع تطلعات الشعب الليبي وتضمن عودة الاستقرار، معتبرا أن ذلك مهم جدا لمنطقة البحر المتوسط وجنوبي الصحراء الأفريقية. وفي سياق آخر، دعا السناتور الأمريكي جون ماكين في ندوة صحفية أول أمس الجمعة في بنغازي الولاياتالمتحدة والأسرة الدولية إلى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي، وإلى دعم الثوار بالتدريب والأسلحة. وقال ماكين إنه يدعو إلى هذه الخطوة لأن الثوار »اكتسبوا هذا الحق« مؤكدا أنه يحيي ما سماه التقدم الذي حققوه في كفاحهم من أجل التحرير. وقال إنه يجب على الحلفاء الغربيين تقديم مساعدات للمعارضين الليبيين بمجال التدريب والأسلحة والقيادة والتحكم لمساعدتهم على الإطاحة بالقذافي، كما طالب بنقل الأصول المجمدة إلى الثوار. ودعا أيضا حلف شمال الأطلسي إلى تكثيف حملته الجوية على الكتائب التابعة للعقيد. ومن جهته أكد رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل أنهم بحثوا مع السناتور الأمريكي مسألة اعتراف واشنطن بالمجلس، وكذلك قيام الناتو -برعاية الولاياتالمتحدة- بحماية المدنيين. والتقى السناتور الجمهوري في بنغازي بعض أعضاء الانتقالي، وكذلك رئيس أركان جيش التحرير الوطني التابع للثوار اللواء عبد الفتاح يونس، حيث بحث الجانبان عدة قضايا بينها الاعتراف بالمجلس ممثلا شرعيا للشعب الليبي. وزار ماكين ميدان التحرير وأبدى حماسة لزيارة قد يقوم بها رئيس الانتقالي للولايات المتحدة مستقبلا. كما حضر بعض التدريبات في كتيبة الصاعقة وزار مستشفى الجلاء بالمدينة، واطلع على أحوال بعض من أصيب في معارك مدينتي بنغازي ومصراتة. وقد تزامنت زيارة ماكين لبنغازي مع موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على استخدام طائرات بدون طيار مزودة بصواريخ لضرب مواقع القوات التابعة للعقيد الذي تواصل كتائبه الأمنية قصفها وحصارها لمصراتة. وأعلنت حكومة غامبيا أول أمس اعترافها بالمجلس الليبي كهيئة »شرعية« وحيدة بليبيا، وأمهلت الدبلوماسيين الليبيين العاملين على أراضيها 27 ساعة لمغادرة البلاد. وقالت الرئاسة الغامبية في بيان إنها اتخذت هذه القرارات »بسبب الفظائع التي يرتكبها نظام القدافي ضد مواطنيه الأبرياء، وبسبب الدمار المادي الهائل في ليبيا«. وفضلا عن غامبيا كانت كل من فرنسا وقطر وإيطاليا قد اعترفت بالانتقالي ممثلا رئيسيا، ويأمل هذا الأخير اعتراف الولاياتالمتحدة وبقية الدول.