واصلت كتائب القذافي قصفها الشديد للمناطق التي يسيطر عليها الثوار في الجبل الغربي ليلة الالإثنين إلى الثلاثاء الماضيين، في حين قال متحدث باسم الثوار إنهم صدوا هجوما بالدبابات على مدينة مصراتة وسط أنباء عن سقوط 55 مدنيا بين قتيل وجريح. وأكد الثوار أن مدينة الزنتان التي يسيطرون عليها تعرضت للقصف بعشرة صواريخ على الأقل من جانب كتائب القذافي المتمركزة إلى الشمال من المدينة الواقعة في غربي ليبيا، كما أكدت مصادر أن بلدات الأمازيغ القريبة من الحدود مع تونس تعرضت للقصف هي الأخرى. و ذكرت مصادر خاصة أن الكتائب تستخدم صواريخ انشطارية تم نصبها في بوابة غرب ككلة ويصل مداها إلى نحو مئة كيلومتر. وأضافت المصادر أن منطقتي يفرن والقلعة تعانيان من ظروف إنسانية صعبة بسبب الحصار الذي تفرضه عليها الكتائب ويمنع من وصول مواد الإغاثة إليها. كما نقل عن نازحين أن عددا من البلدات في هذه المنطقة على وشك مواجهة مجاعة حيث أشارت مصادر إلى أن منطقة الجبل الغربي ومعظم سكانها من الأمازيغ انضمت إلى التحركات المناهضة للعقيد معمر القذافي قبل نحو شهرين ومنذ ذلك الوقت وهي تتعرض للهجوم من جانب كتائب القذافي. على صعيد آخر، قال متحدث باسم الثوار الليبيين إنهم صدوا هجوم دبابات تابعة لكتائب القذافي على مصراتة كما دُمرت إحدى هذه الدبابات في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي على الكتائب، غير أن ميناء مصراتة لا يزال مغلقا. وتركز القتال أول أمس قرب مطار المدينة الذي ما زالت قوات القذافي تسيطر عليه، كما قصفت هذه القوات الميناء الذي يسيطر عليه الثوار بالصواريخ والقذائف مما أدى لتعطيل عمليات توصيل الإمدادات عن طريق البحر للمدينة المحاصرة. وقد ناشد عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي حلف الناتو أن يكثف ضرباته لقوات القذافي قرب مصراتة قائلا إنها تحاول تدمير الميناء، وتستعد لشن هجوم جديد. وتحدثت مصادر عن سقوط 55 مدنيا من سكان المدينة بين قتيل وجريح في معارك وقصف أول أمس فقط، في حيث نقل عن مقيم بالمدينة المحاصرة أن سجلات طبية تشير إلى مقتل 110 من المدنيين والثوار وإصابة 350 آخرين في الفترة منذ 24 أفريل الماضي. وجاء تجدد قصف مصراتة في أعقاب غارة جوية لقوات الحلف على مجمع للقذافي في العاصمة طرابلس ليلة السبت أسفر عن مقتل ابنه سيف العرب (29 عاما) وثلاثة من أحفاده مما أثار هجمات من جانب حشود غاضبة على السفارتين البريطانية والفرنسية والبعثة الدبلوماسية الأمريكية. وقد شيع الآلاف جثمان سيف العرب أول أمس بحضور اثنين من إخوته هما محمد وسيف الإسلام، في حين لم يظهر معمر القذافي أثناء الجنازة.