دعا مسؤولو الأمن في دول المغرب العربي والساحل الافريقي، الاتحاد الأوروبي، إلى تقديم المساعدات التقنية والمادية والمعلوماتية لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي التي تتحرك في الجزائر ومالي والنيجر والتشاد وموريتانيا.و في هذا السياق ، قال مدير المركز الإفريقي لمكافحة الإرهاب، أبو بكر ديارا، في تصريح له على هامش اجتماع الدول الأعضاء بالجزائر، أنه يتعين على الدول الأوروبية التي أعلنت نيتها ملاحقة عناصر القاعدة في الصحراء، تقديم الدعم اللوجيستيكي والأمني والاستخباراتي اللازم للدول الإفريقية، لمساعدتها على مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود. وأكد ديارا أن كل التقارير الأمنية تشير إلى وجود علاقة كبيرة بين عناصر القاعدة تحت إمارة عبد المالك درودكال وتجار المخدرات والمهربين الناشطين في المنطقة الصحراوية وشبكات الجريمة والاتجار بالبشر. مضيفا إلى أن ان الجماعات الإرهابية النشطة في منطقة الساحل أظهرت قدرة على استقطاب عناصر جديدة وجهاديين جدد من دول إفريقيا خاصة تلك التي خرجت حديثا من صراعات داخلية. كما حذر مدير المركز الإفريقي لمكافحة الإرهاب من مخاطر جعل المنطقة الممتدة من غينيا حتى الحدود الشمالية للقارة الإفريقية منطقة عبور للسلاح المهرب والمخدرات القادمة من أميركا الجنوبية وأفغانستان وتهريب المهاجرين السريين.وأعترف مسؤولو الأجهزة الأمنية في دول شمال إفريقيا والساحل بصعوبة التغطية الأمنية لمنطقة شاسعة تضم عدة دول أكثرها صحراوية خاصة في ظل العجز الاقتصادي والظروف الاجتماعية المتراجعة وضعف الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة في المنطقة.و اقر المشاركون في نفس الاجتماع على أن هذه العوامل ساعدت على التوسع السريع لنشاط تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في الصحراء الجزائرية وكذا في دول الجوار كمالي والنيجر والتشاد وموريتانيا . و من جهة أخرى أعلن المكلف بملف حقوق الإنسان عبد الرزاق بارة أن الجزائر تدرك جيدا أن الجماعات الإرهابية تعمل على التوغل في منطقة الصحراء عن طريق خطف الرهائن والمتاجرة بالبشر من خلال التحرك في مساحة تزيد عن ثمانية ملايين كيلومتر مربع . وأضاف ذات المسؤول أن الجزائر ترى أن ردع التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة، يكمن أولا في تعزيز جهود السلام و تنمية المناطق الصحراوية، و الإسراع في حل النزاعات الداخلية بين التوارق في النيجر ومالي . من ناحيته أكد احد المسؤولين بوزارة الداخلية المالية أن الجيش المالي يملك معطيات عن تنسيق يتم بين المجموعات الإرهابية والمهربين ومتمردي الطوارق شمال مالي في اختطاف السياح الأوروبيين ، مشيرا إلى أن الطريق الصحراوي بين مالي والنيجر وخاصة منطقة ميناكا تشكل ملاذ آمنا للإرهابيين والمتمردين التوارق ومهربين السلاح والمخدرات.ويتحرك عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة الصحراء على الحدود بين الجزائر ومالي والنيجر وقاموا بعدة عمليات خطف للسواح الأوروبيين أبرزها اختطاف 33 سائحا غربيا أغلبهم ألمان في مارس 2003 وخطف سائحين نمساويين في فيفري 2008 ثم اختطاف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى النيجر روبرت فاولر ومساعده السفير السابق لكندا في الغابون لويس غاي داخل الأراضي النيجيرية في 14 ديسمبر الماضي وخطف أربعة سواح أوروبيين في 22 جانفي الماضي في المنطقة الحدودية بين مالي والنيجر. الهام سعيد