أعلنت المعارضة اليمنية أمس وفاة المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن بعد انسحاب قطر منها، في حين رحب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بهذا الانسحاب، في وقت تعتزم فيه بعثة حقوقية دولية زيارة اليمن لتقييم الأوضاع هناك. وأكد المتحدث باسم المعارضة اليمنية المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك محمد قحطان أن المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن »باتت في حكم الميتة«، متوقعا تصعيد »الثورة السلمية« حتى إسقاط النظام ومحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح. وقال إن »المبادرة في حكم الميتة، وقطر أصدرت بالأمس شهادة الوفاة، والشهادة لا تصنع الوفاة بل تبلغ عنها«. واعتبر أن صالح »أعلن الحرب لكننا عمليا أفشلنا هذه الحرب، لأننا سنستمر متمسكين بسلمية ثورتنا السلمية، ولا يمكن أن نستدرج إلى العنف، وواثقون من أننا بدون عنف سنصل إلى إسقاط النظام«. ورحب الشباب المحتجون -في بيانات مختلفة- بموقف قطر التي انسحبت من المبادرة الخليجية، واعتبروه »موقفا داعما للثورة اليمنية«، ودعوا دول مجلس التعاون الخليجي إلى موقف مشابه. وأكد الشباب أن المبادرة الخليجية »مؤامرة وليست مبادرة«، فيما سُجل في ساحات الاعتصام تصعيد من قبل المحتجين في شعاراتهم ضد دول الخليج، واتهموها بأنها -من خلال مبادرتها التي ما زال الرئيس يرفض توقيعها- »أعطت فرصة لصالح لكسب الوقت«، و»بث الشرذمة بين المتظاهرين«. ومن جهته اتهم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح أول أمس قطر بضلوعها في ما سماه »التآمر على اليمن وتنفيذ أجندة خاصة على المنطقة العربية«، معلنا ترحيبه بانسحابها من المبادرة الخليجية لحل الأزمة. وقال مصدر مسؤول بالحزب في بيان إن اليمن على استعداد للتعامل الإيجابي مع المبادرة الخليجية دون مشاركة قطر التي قال إنها تملك أجندتها الخاصة، »ومعروف من هي الجهة التي تقف وراءها«. ورحب المصدر -الذي لم يكشف هويته- ترحيبا حارا بقرار قطر الانسحاب من المبادرة الخليجية، مؤكدا أن اليمن سوف يستمر في التعامل مع بقية الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لإنجاح المبادرة ولما فيه مصلحة الجميع. وكانت قطر أعلنت الخميس الماضي انسحابها من مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بسبب »المماطلة بالتوقيع على الاتفاق«. وأعلن مصدر مسؤول في الخارجية القطرية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أجرى اتصالا هاتفيا مساء الخميس مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، وأبلغه بقرار الدوحة الانسحاب من المبادرة الخليجية. وأوضح المصدر أن "الدوحة اتخذت هذا القرار مضطرة بسبب المماطلة والتأخير بالتوقيع على الاتفاق المقترح في المبادرة، مع استمرار حالة التصعيد وحدة المواجهات، بما يتنافى مع روح المبادرة الهادفة إلى حل الأزمة في اليمن في أسرع وقت، بالشكل الذي يحقق طموحات الشعب اليمني الشقيق ويحفظ الأمن والاستقرار فيه«. وتنص المبادرة الخليجية على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتخلي الرئيس صالح عن السلطة بعد شهر من ذلك.