قال إسماعيل ميمون وزير السياحة والصناعة التقليدية، أمس، أن الجزائر لا تستغل الأوضاع التي تمر بها تونس من أجل استقطاب أكبر عدد من السياح. وفي هذا الإطار أشار إلى أن الجزائر سطرت سنة 2008 مخططا توجيهيا من أجل ترقية السياحة الوطنية، أما بخصوص استيعاب الأعداد الكبيرة من السياح الوطنيين الذين تعوّدوا على قضاء عطلهم في تونس، فقد أكد الوزير أن السلطات المعنية شرعت منذ العام الماضي في تحضير الظروف الملائمة لاستقبال الأعداد المنتظرة والتي توقّع أن تكون أكبر مقارنة بالسنوات الماضية. أشرف أمس إسماعيل ميمون زير السياحة والصناعة التقليدية على افتتاح الصالون الدولي ال 12 للسياحة والأسفار المقام بقصر المعارض من 18 إلى 21 ماي الجاري. وعلى هامش هذا الحدث صرح ميمون قائلا »أن الجزائر ليس من شيمها استغلال ظروف الآخرين«، في إشارة منه إلى الوضع السائد في دول الجوار على غرار تونس وليبيا، مؤكدا أن هذا لا يمنع من مواصلة تجسيد المخطط التوجيهي الذي صادقت عليه الحكومة سنة 2008 والذي يهدف إلى ترقية السياحة الوطنية في سياقها المستدام. وأوضح إسماعيل ميمون أن الوزارة ساهرة على تجسيد هذا المخطط الذي يعطي أولوية لترقية السياحة الداخلية من خلال إبراز المقومات التي تزخر بها الجزائر. وحول الإجراءات المتعلقة باستيعاب الأعداد الكبيرة من السياح الوطنيين هذه السنة، وذلك في غياب البديل الذي كان يتمثل في الوجه التونسية، فقد أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية أن الجهات المختصة قامت منذ العام الماضي، أي خلال الصالون الدولي ال 11، بتسطير مخطط لتلبية لاحتياجات السياح الوطنيين، سواء المقيمين في الخارج والمتعودين على الوجه نحو مقاصد سياحية أخرى، في حين أشار إلى شروع اللجنة الوطنية المكلّفة بتحضير موسم الاصطياف في عملها منذ شهر جانفي الماضي، وذلك بعد عقد جلسات جهوية ضمت كل الأطراف المعنية بالعملية عبر ال 14 ولاية ساحلية من أجل تحضير كل الظروف التي من شأنها تلبية رغبات الأعداد التي توقع أن تكون كبيرة هذه السنة ومقارنة بالسنوات الماضية. للإشارة فإن الصالون الدولي للسياحة والأسفار »سيتاف« في طبعته ال 12 يعرف مشاركة أزيد من 270 عارض أجنبي من 15 بلدا مشاركا على مستوى أكثر من 367 جناح. وفي سياق هذا اللقاء السنوي المخصص لترقية السياحة الجزائرية سطرت الجهات الوصية هذه السنة هدفا لترقية الوجهات والمقاصد السياحة من أجل استقطاب أكبر عدد من السياح الوطنيين والأجانب، في وقت كانت وزارة السياحة أعلنت عن تسجيل نحو مليونين و 70 ألف سائح خلال سنة 2010 بزيادة قدرت ب 8.32 بالمائة مقارن بالسنة التي قبلها. وإن كانت الجزائر تعرف هذه السنة وضعية خاصة جدا بسبب الأوضاع غير المستقرة في الدول المجاورة، والتي قد تؤثر سلبا على مقاصدها السياحية، فإنها هذا السنة تسعى للاستفادة من الظروف المواتية من أجل تمكين السياح المحليين من اكتشاف الثروات الوطنية عبر مختلف المواقع السياحية إلى جانب استعادة التدفق السياحي الأوربي نحوها بعد التراجع المسجل خلال السنة الماضية بانخفاض طفيف قدر ب0.13 بالمائة، خصوصا بالنسبة للسياح القادمين من القارة الأوربية الذين تراوحت نسبة تراجعهم ب14.87 بالمائة متأثرين بانخفاض معتبر في عدد السياح الفرنسيين المقدر ب18.20 بالمائة، فيما ذكرت الوزارة أن العدد الإجمالي للسياح الأجانب بلغ سنة 2010 حوالي 654987 سائح، إلى جانب دخول 141509 جزائري مقيمين في الخارج، وهي الفئة التي شهدت زيادة في توافدها قدرت ب 12.73 بالمائة. وأوضحت ذات الجهة من خلال الوثائق الموزعة من طرف الديوان الوطني للسياحة والأسفار أن الجزائر التزمت بمسعى تنموي شامل وخاص بالقطاع السياحي والذي يشمل خارطة عامة على مرحلتين الأولى إلى آفاق 2015 والمخصصة لسياسة تجديد وتقوية هذا المسعى، حيث يتم خلالها رسم إستراتيجية المشاريع الأولية على طول الطريق إلى غاية 2030.