أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنه لن يقدم المزيد من التنازلات للمطالبين برحيله، وتوعد بقتال من أتهمهم بتهديد الأمن والاستقرار، في إشارة إلى المواجهات بين قوى الأمن وأنصار الشيخ صادق الأحمر، وهي المواجهات التي تجددت أمس، وقتل فيها 44 شخصا. وأضاف صالح –في تصريحات لبعض وسائل الإعلام المختارة- أنه لن يستدرج إلى حرب أهلية جراء ما وصفه ب»الاستفزازات الأخيرة« من جانب عائلة الأحمر التي حملها مسؤولية »إراقة دماء المدنيين«. وأضاف أن المسلحين لا يزالون حتى هذه اللحظة يهاجمون وزارة الداخلية، »ولكني لا أريد توسيع نطاق المواجهات«. وفي وقت سابق جددت قوات الأمن اليمنية -بعد فترة من الهدوء الحذر - قصفها لمقر عائلة الأحمر، في حين سيطر مسلحون موالون للعائلة على مقر وكالة الأنباء اليمنية في العاصمة صنعاء. وسمعت أصوات الرصاص والانفجارات بكثافة صباح أمس في حي الحصبة الذي يشهد اشتباكات متواصلة منذ أربعة أيام بين قوات الأمن وأنصار الأحمر الذين سيطروا على عدة مبان حكومية منها وزارة الصناعة والتجارة ومبنى الخطوط الجوية اليمنية ومبنى المعهد العالي للإرشاد ومدرسة الرماح. وذكر شهود عيان أن الطرقات المؤدية إلى حي الحصبة مغلقة بالحجارة وإطارات السيارات. وأبدى الرئيس اليمني –الذي قال إنه لن يغادر اليمن حين يتنحى- استعداده لتوقيع اتفاق نقل السلطة »في إطار الحوار«. وفي إطار تصريحاته تلك قال صالح إنه مستمر في التنسيق مع الولاياتالمتحدة في قتال تنظيم القاعدة، الذي قال إنه صعد من هجماته في اليمن منذ بدء الاحتجاجات. وفي تصريح خاص قال صالح إن اليمن لن يصبح دولة فاشلة أو صومالا آخر أو ملاذا آمنا للقاعدة. وفي هذه الأثناء، طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس صالح بالتوقيع على اتفاق نقل السلطة »في أسرع وقت ممكن«. ونقل تلفزيون سكاي نيوز عن هيغ قوله »عليه أن يوقع الاتفاق الذي كان على وشك أن يوقع عليه أكثر من مرة«. وكان اتفاق لنقل السلطة توسط فيه مجلس التعاون الخليجي قد انهار يوم الأحد الماضي بعد رفض صالح التوقيع عليه في آخر لحظة متعللا بعدم حضور المعارضة للقصر الرئاسي والمشاركة في حفل بالمناسبة، وذلك ما حدا بمجلس التعاون إلى تعليق المبادرة »لأن الظروف غير مواتية«. وكان الرئيس اليمني قد رفض التوقيع على المبادرة الخليجية مرتين قبل ذلك في آخر لحظة، وهو ما أجبر القائمين على الوساطة على تغيير بنودها أكثر من مرة.