يناشد الحرفيون بدار الحرف التقليدية بوادي قريش التي دشنها رئيس الجمهورية أفريل 2006 السلطات الولائية لإيجاد حل لوضعيتهم المزريعة التي يعيشونها مؤكدين عجزهم عن تسديد تكاليف الكراء بسبب انعدام الزوار والسياح ومداخيل تعادل الصفر• لا شك في أن المار ببلدية وادي قريش تجذب انتباهه تحفة معمارية غاية في الروعة تفنن في تزيينها حرفيون جزائريون تم إنشاؤها بهدف جمع حرفيين ذوي كفاءة متخصصين في صناعة الخزف والنقش على النحاس والزجاج وصناعة الجلود والحلي والطرز التقليدي وغيرها• وفي جولة قمنا بها بين أرجاء الدار كان أكثر ما شد انتباهنا إلى جانب روعة التحف والقطع الفنية المعروضة السكون التام والركود اللذان يخيمان على المكان في موسم من المفترض أن تعج به السياح والزوار خاصة وأنها تتموقع قلب العاصمة وتتوسط أشهر الأحياء الشعبية التي تعرف نشاطا وحركية وكثافة سكانية معتبرة منها حي مناخ فرنسا وباب الوادي وجدنا الإجابة عن كل تساؤلاتنا عند حرفيين ينشطون بالدار والذين يعانون من مشاكل عديدة أدت وبشكل كبير إلى تحديد نشاطهم والحد من مداخيلهم تتصدرها المنتوجات الصينية التي تغرق بها السوق الجزائرية فبالرغم من أنه لا جودة لها ولا نوعية إلا أنها تعرف إقبالا كبيرا على شرائها بسبب أثمانها الزهيدة إلى جانب ذلك غياب الإدارة وهو ما استدعى 18 حرفيا الاحتماء تحت ظل جمعية أسسوها تحمل إسم جذور وثقافة وحسب ما أكده أمينها العام السيد "حسان وهبة" أن الغاية من إنشائها الحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري والحرف التقليدية التي عزف الشباب عن ممارستها نظرا لكثرة العراقيل التي يجدونها في هذا الميدان وذلك في مختلف أرجاء الوطن فهدفنا الحفاظ على ذاكرة أجدادنا خاصة مع الفرصة التي أتيحت لنا بعد فتح الدار أين وجدنا فضاء لصناعة وعرض إبداعاتنا كحماية هذه الحرف من الزوال وهو ما يستعصي علينا في ظل ما نواجهه من معوقات خاصة فيما يتعلق بتكاليف الكراء والصيانة التي تعادل 18 ألف دينار شهريا وعجزنا عن تسديده والسبب راجع إلى أن مداخيلنا تعادل الصفر وباعتبار أن الدار تحت وصاية الولاية والتي من المفترض أن نلقى الدعم من طرفها تطالبنا الآن بالتسديد أو اللجوء إلى القضاء وهو ما يستحيل يضيف ذات المتحدث مع انعدام الزوار والسياح في ظل التعتيم الإعلامي من جهة وخاصة بعد التفجيرات الأخيرة التي عرفتها البلاد من جهة أخرى فآخر فوج سياحي زار الدار كان منذ حوالي عام قام بجولة سريعة وخاطفة ساعات قبل سفرهم والقلة القليلة من الأفواج التي تأتي يتم أخذها إلى القصبة وحصن 14 إلى جانب ذلك يؤكد السيد حسان وهبة من أنهم يعانون من التهميش في الحصول على المشاريع من بينها مشروع ترميم مباني وقصور القصبة وأكاديمية شرشال وغيرها والتي توزع على أساس المحسوبية، فنفس الحرفيين يحصلون كل مرة على المشاريع بأسعار خيالية بالرغم من أن أسعارنا الأقل وذلك على أساس أنهم أكثر احترافية من غيرهم•حتى الدار التي ننشط بها حاليا لم نشارك في إنجازها• حرفيون جزائريون اقتحموا المعارض الدولية ونالوا مراتب مشرفة أغلب الحرفيين النشطين بالدار اقتحموا المعارض الدولية من بابها الواسع وتحصلوا على مراتب مشرفة وسط منافسة قوية من بينهم أحد الحرفيين المختصين في صناعة الخزف الفني شارك مؤخرا في معرض في إسبانيا ونال ميدالية ذهبية بالرغم من الصعوبات التي يعاني منها الحرفيون في الجزائر وهو ما أكده لنا من خلال حديثة عن صعوبة تسويق المنتوجات الحرفية الجزائرية خاصة عندما يتم التوقيع عليها بأسماء الحرفيين الجزائريين، وهو ما يضطرنا أحيانا للتوقيع بأسماء أوروبية أين تباع القطع بشكل ملفت وهو ما يؤكد اهتمام الجزائريين بكل ما هو قادم من الخارج عكس جارتنا تونس والمغرب اللتان توليان أهمية كبيرة لقطاع الحرف التقليدية خاصة مع المداخيل الضخمة التي يجنونها من هذا القطاع• ففي الجزائر تنعدم ثقافة شراء المنتوج التقليدي والسبب يرجعه البعض إلى ارتفاع أسعارها وحسب السيد "حسان وهبة " إن ارتفاع أسعار المواد الأولية التي يتم تصديرها خام وتستورد مصنعة أضعاف ثمنها إلى جانب ذلك العمل يتطلب وقتا وجهدا فأغلب المنتجات تنجز باليد ومدة إنجازها تفوق الشهر فالإبداع له ثمنه•