تكاد تكون هذه الأيّام شوارع وهران، خاوية على عروشها إلى غاية الزوال بسبب الحرارة العالية التي بلغت في أوّل أيّام رمضان 38 درجة، كما اختفت الطوابير من مختلف مراكز البريد خلال أوّل يومين من رمضان بشكل أدهش الجميع. لا تدّب الحركة كثيرا بشوارع وهران وأحيائها منذ اليوم الأوّل من رمضان بصورة مفاجأة أذهلت لها عقول سكّان الولاية ممّن يتوجّهون إلى مناصب عملهم صباحا، إذ يلاحظ أنّ المدينة خاوية على عروشها طيلة الفترة الصباحية وإلى غاية الرابعة زوالا، حتّى أنّ التجّار وأصحاب المحلاّت التجارية يضطّر الكثير منهم إلى إغلاق محلاّتهم إلى غاية الزوال بسبب كساد تجارتهم، إلى غاية الفترة المسائية. وقد أرجع ذلك إلى درجة الحرارة العالية خلال شهر أوت والتي بلغت أوّل أمس 38 درجة بوهران وأكثر من 40 درجة بالولايات الغربية مثل غليزان، الشلف، سعيدة ومعسكر، مع هبوب تيّارات جنوبية غربية، لتنخفض تدريجيا إلى معدّلها الفصلي نهار أمس، ب 32 درجة بالولايات الساحلية، إذ وحسب مختصين بمصالح الأرصاد الجويّة فإنّ الفترة المعروفة باسم »الصمايم الكبرى« انطلقت من 24 جويلية وتمتد إلى غاية 31 أوت إلى مع نهاية شهر رمضان، بينما كانت فترة »الصمايم الصغرى« في الفترة الممتدة ما بين 1 إلى 23 جويلية الماضي، ونظرا لتزامن الشهر الفضيل مع العطلة السنوية لأغلب العمّال والموظّفين تحديدا بقطاع التربية والوظيف العمومي، فإنّ الكثيرين يفضّلون عدم مغادرة مساكنهم في الفترة الصباحية وقضاء حوائجهم في الفترة المسائية القريبة من وقت الإفطار التي تعرف ازدحاما كبيرا، وتبدو طريقة التفكير مشتركة بحيث أصبحت الشوارع خالية من الحركة ومن السيّارات. كما تغيّر حال مختلف مراكز البريد التي كانت قبل أيّام فقط تعرف وضعا متأزّما، لتصبح خالية إلاّ من الموظّفين الذين ينتظرون إقبال زبائن يعدّون على الأصابع، وأرجع ذلك إلى سحب السواد الأعظم لرواتبهم قبل حلول رمضان. في اليوم الأوّل من الشهر الكريم عرفت عاصمة الغرب أزمة تزوّد بالخبز، وطوابير طويلة وعريضة على مستوى المخبزات التي حاولت تأمين الاحتياجات لكن دون جدوى، وقد أرجعت نقابة الخبّازين هذه الأزمة إلى كثرة الطلب في اليوم الأوّل تحديدا في الفترة القريبة من وقت الإفطار، مع أدّى إلى تسجيل ندرة غير مسبوقة، لكنّها حسب النقابة ندرة مؤقّتة، مع الإشارة إلى أنّ إتّحاد التجّار والحرفيين الجزائريين طلب تأجيل احتجاجات الخبّازين إلى ما بعد رمضان لتجنّب حصول هكذا أزمات. أمّا مصلحة الاستعجالات على مستوى المستشفى الجامعي فقد سجّلت توافدا غير عادي للمرضى المصابين بالقرحة المعدية ومضاعفات استدعت إجراء أكثر من 5 عمليات جراحية، إضافة إلى ظهور مضاعفات لدى المصابين بالأمراض المزمنة مثل الضغط الدموي والسكري، وقد أوصى الأطباء مستعملي الأنسولين بالإفطار تجنّبا لحدوث أزمات صحيّة قد تودي بحياتهم.