أعلن مصدر رسمي سوري أن قوات الجيش السوري سيطرت على بلدة الرستن التي واجهت فيها لخمسة أيام جنودا منشقين عن الجيش. في حين قال ناشطون إن عدد القتلى بأيدي قوات الأمن في أنحاء متفرقة من سوريا يوم السبت فقط ارتفع إلى 14 قتيلا. فقد قالت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية (سانا) السبت »عاد الأمن والهدوء إلى مدينة الرستن في محافظة حمص، وبدأت المدينة باستعادة عافيتها ودورة حياتها الطبيعية بعد دخول وحدات من قوات حفظ النظام مدعومة بوحدات من الجيش إلى المدينة، وتصديها للمجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت الأهالي«. ونقل عن ناشطين محليين أن أفراد كتيبة خالد بن الوليد -وهي الوحدة الرئيسية للمنشقين التي تدافع عن الرستن- انسحبوا من البلدة بعد تعرضها لقصف بالدبابات والمدافع الآلية الثقيلة. وشكلت هذه الكتيبة الشهر الماضي مع بدء المنشقين في تنظيم أنفسهم وشن هجمات ضد قوات الأمن والمليشيات المؤيدة للأسد والمعروفة باسم الشبيحة. وكانت البلدة -التي شهدت احتجاجات كبيرة مطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد- تحت سيطرة منشقين عن الجيش ومعارضين آخرين خلال الأسابيع القليلة الماضية، وانتشرت يوم الثلاثاء الماضي القوات الحكومية في البلدة تدعمها الدبابات وطائرات الهليكوبتر. وتقع الرستن على بعد 180 كيلومترا إلى الشمال من دمشق على الطريق السريع المؤدي إلى حلب. وكانت تقارير تحدثت عن سقوط نحو ثمانية قتلى جراء القتال بين الجيش السوري ومنشقين عنه في الرستن, كما تحدثت التقارير عن تردي الوضع الإنساني في المدينة. وفي وقت سابق، قالت الوكالة السورية للأنباء إن سبعة من رجال الشرطة والجيش قتلوا في العمليات ضد من سمتهم الإرهابيين في الرستن، وإن 32 أصيبوا, وذكرت الوكالة الرسمية أن الجيش ألحق خسائر فادحة بمن سمتها الجماعات الإرهابية المسلحة. وجاء ذلك بينما قال ناشطون محليون إن عمليات المنشقين في الرستن تجري تحت قيادة الملازم عبد الرحمن الشيخ الذي ينتمي إلى حركة الضباط الأحرار التي تحالفت مع الجيش السوري الحر الأسبوع الماضي. وقال ناشط -في وقت سابق أول أمس السبت- إن الجيش يفرض حصارا خانقا على الرستن، وإن أفراد الأمن يطلقون النار فورا على كل من يتحرك في الشوارع، وأفاد بوجود جرحى لا يمكن نقلهم إلى المستشفيات، واتهم قوات الجيش بقتل أطباء منعا لإسعاف المصابين الذين يخشون الذهاب إلى المستشفيات خوفا من اختطافهم أو تصفيتهم. وفي هذه الأثناء، قالت الهيئة العامة للثورة السورية أن عدد القتلى بأيدي قوات الأمن في أنحاء سوريا ارتفع يوم السبت الماضي إلى 12 قتيلا بينما أشارت تقارير إعلامية إلى سقوط 14 قتيلا. وقد نشر ناشطون سوريون على شبكة الإنترنت صورا لمظاهرة خرجت في بلدة ناحتة بمحافظة درعا. وطالب المتظاهرون فيها برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، كما رددوا هتافات تعبر عن نصرتهم لمدينة الرستن. ومن ناحية أخرى، أعلن في حمص تشكيل المجلس العسكري للكتائب المنشقة عن الجيش السوري, ويتألف من سرايا تحمل اسم خالد بن الوليد وتضم سرايا فرعية تحمل اسم النشامى وحمص وأحرار تلبيسة وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي ذر الغفاري. وقال بيان للمجلس إن المقاتلين سيمضون بخطوات ثابتة نحو النصر. وقد قال ضابط رفيع منشق عن الجيش السوري في وقت سابق إن أكثر من عشرة آلاف جندي انشقوا عن الجيش، وإنهم يهاجمون الشرطة التي تجبر الناس على الولاء للرئيس السوري بشار الأسد.