تجاوزت قيمة المبادلات التجارية بين الجزائر خلال النصف الأول من السنة الجارية سقف 492 مليون دولار حسب آخر الإحصائيات الرسمية، وهو ما يكشف أن الانفراج السياسي الذي عرفته علاقات البلدين بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك كان له تأثير إيجابي مباشر على الصعيد التجاري، ويرشح متتبعون أن يرتفع هذا الرقم إلى مستويات قياسية مع نهاية هذا العام. أفاد سفير جمهورية مصر العربية في الجزائر، عز الدين فهمي، أن أهم الواردات المصرية القادمة من الجزائر تمثّلت خلال النصف الأول من العام الحالي في غاز البوتان، وهو يشمل »البوتاغاز« و»البروبان المميع« الذي يدخل في صناعة الغاز الطبيعي، فيما كانت الأسمدة والمنسوجات والحديد والإسمنت على رأس الصادرات المصرية نحو الجزائر. وتشير الأرقام التي أعلن عنها السفير فهمي في حديث خصّ به وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز خلال النصف الأول من العام الحالي 492 مليون و200 ألف دولار، وهو ما يعادل نسبة زيادة ب 23.6 بالمائة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي عندما كانت في حدود 397 مليون و100 ألف دولار، وتؤكد هذه المؤشرات قوة العلاقات التجارية بين البلدين وعودتها لوضعها الطبيعي بعد أحداث مباراة تصفيات كأس العالم في 2009. ونقل عز الدين فهمي عن رئيس الوزراء المصري، عصام شرف، ترحيبه بالدعوة التي وجهها وزير التجارة مصطفى بن بادة لاختيار جمهورية مصر ضيف شرف في فعاليات الدورة الرابعة والخمسين لمعرض الجزائر الدولي الذي تنظمه الشركة الجزائرية للتصدير والمعارض »سافيكس« خلال الفترة بين 30 ماي إلى 5 جوان 2012 بمشاركة 565 شركة أجنبية من 28 دولة عربية وأجنبية. أما عن تفاصيل لقائه الأخير مع بن بادة فإن السفير المصري أوضح أنه ناقش خلاله آليات زيادة التعاون التجاري بين البلدين في ضوء ما أسماه »العلاقات المتميزة«، إلى جانب دراسة »سبل تذليل العقبات التي يواجهها رجال الأعمال المصريين في السوق الجزائرية« .وأورد كذلك أن اللقاء تناول بالحديث القائمة السلبية التي أعدتها الجزائر أمام المنتجات العربية في ضوء اتفاقية التجارة العربية الحرة والتي تشمل أكثر من 1200 منتج، مؤكدا أن مصطفى بن بادة أبلغه بأن الجزائر تسعى من خلال اعتماد هذه القائمة إلى »حماية ودعم الصناعة في الجزائر واستعادة عافيتها بعد سنوات الإرهاب العشر«. ولم يغفل فهمي الحديث عن مشاركة بلاده في الصالون الدولي الأخير للكتاب وكذا علاقات التعاون الثقافي بين البلدين، مضيفا أن مشاركة بلاده في المعرض تعد الأكبر من نوعها مند بداية تنظيم هذه التظاهرة الثقافية على اعتبار أنه حضر فيها 90 ناشرا والهيئة المصرية للكتاب ومكتبة الإسكندرية على مساحة 1200 متر مربع بالإضافة إلى مشاركة العديد من المفكرين والأدباء. وأوضح المتحدث أن جميع القيادات الجزائرية حرصت على تذليل كل العقبات أمام المشاركة المصرية لما تتمتع به الثقافة المصرية من ريادة في العالم العربي والإسلامي ولما يمثله الكتاب المصري من قيمه على مر العقود، كما لفت إلى أن الجمهور الجزائري حرص أيضا على المشاركة في الندوات نظمها المفكرين المصريين مثل الدكتور جابر عصفور على هامش المعرض والتي تناولت الأوضاع في مصر والاتجاهات الحديثة في الأدب ورؤية الأدب لما تشهده الساحة العربية. وعاد سفير مصر بالجزائر إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس المجلس القومي للرياضة، المهندس «حسن صقر»، للجزائر خلال الفترة من 19 إلى 21 سبتمبر الماضي وكذا الاتفاق مع وزارة الشباب والرياضة على وضع بروتوكول للتعاون الرياضي لتنظيم بطولات ودية في مختلف الألعاب بين فرق البلدين، مبرزا أن أهمية هذا الاتفاق ذات صلة بتحضيرات الجزائر للاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال. وكشف كذلك أنه تم خلال المباحثات بين الجانبين الاتفاق على إقامة معسكرات لشباب البلدين في بلد الآخر.