أكد عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أن هناك من يحاول تشويه ثورة نوفمبر المجيدة وتحويل أبطالها ورموزها إلى إرهابيين، بمنطقهم الأعوج وبقلبهم للمفاهيم وتشويههم للقيم الشريفة والنبيلة التي دافع عنها أبطال الجزائر من حرية الإنسان وحقه المشروع في العيش الكريم. وتساءل بلخادم، عن أي منطق هذا الذي يجعل الضحية جلادا ويجعل الجلاد ضحية؟ واستطرد »إن ثورة بهذا القدر من التأثير والتغيير، وهذا القدر من الالتفاف الشعبي وهذا القدر من القيم الإنسانية السامية، من المؤكد أن تتعرض إلى محاولات التشويه والتآمر من القوى الاستعمارية، معترفا بالمحاولات الرامية إلى إجهاض الثورة بعد الانتصار على الاستعمار، بالعمل من خلال وسائل وإمكانيات مادية وبشرية كثيرة، لضرب الاستقرار والإنقاص من إنجازات الدولة الجزائرية، وهي تخطو خطواتها الأولى نحو إرساء قواعد وجودها وتثبيت مجالات قوتها وتعزيز سيطرتها على كل طاقاتها المادية ومواردها الحيوية، لتخرج إلى الأبد من حال الهيمنة التي ظلت هاجسا ملتصقا بالذهنية الاستعمارية في كل المراحل. وأضاف أنه استقلال الجزائر وتحرر الشعب الجزائري ما زال يشكل غصة كبيرة وغيضا عظيما لأولئك الذين كانوا يحلمون بالبقاء الأبدي في أرضنا، وهم إلى اليوم لا يفوتون أي فرصة للتآمر على بلادنا لولا الوعي المستنير والحس الوطني الأصيل الذي يمتاز به الجزائريون. كما أكد الأمين العام أن هناك من يحاول طمس الحقيقة وتمزيق صفحات التاريخ والقفز على كل تلك الممارسات القمعية واللاإنسانية التي تفنن فيها الاحتلال ليجعل من الشعب الجزائري جموعا من العبيد. وقال إنهم يتشدقون بمحاسن الاحتلال، يكرمون الحركى والعملاء والخونة ويصدرون القوانين التي تمجد الاستعمار. وأوضح أنه مهما كانت مؤامراتهم فلن تغير أبدا من الحقائق الراسخة في الذاكرة، لأن التاريخ الحقيقي هو تاريخنا الذي يعيش فينا، يلازمنا جيلا بعد جيل، ويكفي دليلا على جرائم الإبادة ما جرى في الصحراء الجزائرية من جراء التفجيرات النووية والألغام التي زرعت على حدود بلادنا شرقا وغربا، إنها جريمة تتجدد كل يوم ينفجر فيه لغم يقطع أوصال مواطن، وكل يوم يولد فيه مولود مشوه من جراء آثار التجارب النووية.