بعد مرور سنة على ظهور أولى القطارات الكهربائية بالجزائر ما فتئ الإقبال على هذه الوسيلة الجديدة للنقل يتأكد لما تتوفر عليه من شروط الراحة والأمن لاسيما خلال فصل الصيف. بالفعل فإن هذا الإقبال الكبير أضحى جليا خلال موسم الاصطياف لدى العائلات التي تتنقل بكثرة بحثا عن مكان تجد فيه ضالتها من الراحة والاستجمام. ويعد الخط العفرون الجزائر (70 كلم) جد مطلوب خلال هذا الشهر الحار. فعادة ما تتهافت العائلات على القطار فور وصوله إلى المحطة سعيا منها وراء تأمين مقعد. والمسافرون متفقون على أن ظروف السفر جيدة على متن هذه العربة الجديدة والمريحة. وأشار مسافر يرافق عائلته ''أنا متوجه إلى العاصمة لحضور حفل زفاف عائلي، وبالنظر إلى الحرارة وازدحام الطرقات أفضل القطار الكهربائي على الحافلة وسيارات الأجرة لاسيما أن القطار مزود بمكيفات هوائية. ويختار مسافرون آخرون أقل سنا القطار السريع للتنقل إلى العاصمة، فهم متأكدون من وجود وسائل نقل أخرى تقلهم إلى مختلف شواطئ الساحل الجزائري مهما بعدت. ومن جهته أعرب غزوان رجل أعمال شاب عن أنه ''من الواضح أن القطار الكهربائي أسرع من القطارات السابقة، ولكونه مزودا بالمكيفات الهوائية فأنا سأصل إلى العاصمة في أحسن الظروف قبل مواصلة طريقي إلى جيجل حيث تنتظرني مهمة عمل أنجزها''. كما أكدت غنية القاطنة بمدينة العفرون أن القطار السريع يسمح بتوفير الوقت، معربة عن ارتياحها لاستعمال هذه الوسيلة الحديثة للنقل التي تتميز بالسرعة والراحة وتجعل من ازدحام الطرقات مجرد ذكريات بعيدة. وأكدت ''في السابق كنت أتوجه إلى البليدة، التي تقع على بعد 20 كلم، على متن الحافلة وكان السفر يستغرق قرابة ساعة واحدة في حين يستغرق السفر الآن ربع ساعة على الأكثر بفضل القطار الكهربائي''. فعلى متن هذا القطار ينبغي التدافع للعبور في أروقته العريضة. وسرعان ما يعلن صوت نسائي مسجل مسبقا باللغتين العربية والفرنسية وصول القطار إلى المحطة الموالية. القطارات القديمة في طي النسيان فضلا عن مزاياها من حيث ربح الوقت، تتميز هذه القطارات بترتيباتها الأمنية المعززة. وأفضل دليل على ذلك هو تواجد رجال الدرك على متنها مما يطمئن الكثيرين خصوصا أن هؤلاء (أعوان الأمن) يترصدون كل حركة مشبوهة. وصرح رب عائلة ''حقيقة نشعر بالأمن خصوصا عندما نتذكر أن أعمال شغب واعتداءات ارتكبها مراهقون على متن بعض القطارات في الصائفة الفارطة جعلتنا نندم على اختيار وسيلة النقل هذه''. وكان متوقعا أن يؤدي تشغيل القطارات الكهربائية إلى مقاطعة القطارات القديمة اليوم. وفي هذا الشأن أكد مسافر بلهجة شديدة يقول ''بصراحة اعتقد أن هذه القطارات (القديمة) تجاوزها الزمن وأصبحت لا تلبي حاجيات المواطنين''. ولكن التحفظ الوحيد الذي يبديه المسافرون بخصوص القطارات الكهربائية يكمن في الأسعار المطبقة التي يصفها أغلبهم بالمرتفعة نسبيا.