رغم اعتراف الأمين العام للأفلان بصعوبة الرهانات التي تنتظر الحزب خلال المرحلة المقبلة إلا أنه أظهر ثقة كبيرة في أن الأخير »جدير بأن يكون في الريادة« خلال الاستحقاقات القادمة، مؤكدا أن الأفلان أمام الحملة المسعودة التي يتعرّض لها بحاجة من »كل مناضل ومحب مناصر مزيدا من الدعم وتضامنا أقوى وأوسع«. أشار عبد العزيز بلخادم في كلمة افتتاح أشغال اللجنة المركزية أمس إلى أن الاستحقاقات القادمة »تأتي في ظروف مغايرة، فالمرحلة بكل تفاعلاتها الداخلية والخارجية«، الأمر الذي دفع به إلى الإقرار بأنها تستوجب »المزيد من اليقظة والعمل والمثابرة«، إضافة إلى »انتهاج سياسة التواصل والتفاعل مع الجماهير من خلال خطاب تعبوي ذي مصداقية«. ويرى في هذا التوجه الخيار الأمثل لضمان »دعم الثقة القائمة والاستجابة للتطلعات التي أصبحت اليوم تتوزع على فئات متعددة من المجتمع ولكل فئة متطلباتها ومطالبها وطريقة التعبير التي اتخذت أشكالا مختلفة...«، مشدّدا على أنه »ينبغي العمل من خلال إستراتيجية محكمة، تأخذ بعين الاعتبار التحديات الراهنة التي تملي مواجهتها العمل بكل جدية لتطبيق الإصلاحات السياسية المعتمدة ومتابعة ما ستفرزه على الساحة السياسية من تطورات ومستجدات«. وأكثر من ذلك واصل بلخادم حديثه قائلا: »هذا ما يقتضي التجند الكامل من كافة مناضلي الحزب وتعبئتهم لكسب الرهانات التي تنتظرنا في آفاق 2012«. وأضاف بشكل صريح: »ولئن كان مطلوبا من كل مناضل في حزبنا، أن يعمل دوما للحفاظ على وحدة الحزب وتماسكه في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة وإنجاز برنامجه والتزامه بوعوده التي تعهد بها أمام الناخبين، فإنه في هذه الظروف التي يتعرض فيها إلى كل ألوان التهجم والانتقاد غير المبرّر، يحتاج من كل مناضل ومن كل محب مناصر إلى دعم وتضامن أقوى وأوسع«. وأرجع المتحدّث هذا الخطاب التعبوي إلى »تزايد المتحاملين، الذين نقول لهم ولغيرهم، أنهم يخطئون بحق حزب جبهة التحرير الوطني وبحق الجزائر، إن اعتبروا حزبنا عدوا وفات عليهم أنه لا يعدو أن يكون منافسا«، واصفا الأفلان ب »المنافس القوي والمتمكن والجدير بمقام الريادة، لأنه مشبع بالمبادئ فعلا، منافسا لن يحيد عن الدرب، ولن يتراجع عن قناعاته ورسالته..«، ثم استطرد بأن حزبه »سيبقى دوما عصيا على الطامعين في ترويضه أو تجاوزه«. ووفق ما جاء على لسان عبد العزيز بلخادم فإن »المرحلة المقبلة تختلف اختلافا بيِّنا عن سابقاتها وتتطلب رؤية جديدة لعملنا الحزبي بما يرسخ تجذر حزبنا لدى الشباب«، ملمّحا إلى أن هذا الشباب »هو اليوم على وعي بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه، ليس فقط للنهوض بالوطن ولكن أيضا لحماية هذا الوطن والدفاع عنه ضد كل المحاولات التي تستهدف استقرار بلادنا«. وبعد تأكيده على أن انفتاح الأفلان على الشباب وعلى المرأة »ليس من باب المزايدة السياسية كما لا يندرج ذلك في سياق مسايرة المرحلة«، أشار إلى أن الحزب أيضا »خزان للكفاءات والطاقات تتلاقى فيها كل القدرات لتشكل القوة البشرية التي يعتمد عليها في دخوله معركة الاستحقاقات القادمة بكل ثقة..«. مثلما أوضح أن »حزبنا الذي عرف على مدى مسيرته الطويلة الزاخرة، كيف يستمع إلى نبض الشعب وكيف يتجاوب معه، لن يعدم الإرادة والقدرة اليوم أيضا في الإنصات إلى صوت الشباب والمرأة والاستجابة لهما، بما يخدم هذه الفئات..«. وبناء على كل هذه المعطيات وصل بلخادم إلى خلاصة مفادها أنه »طبيعي أن يحقق حزبنا الانتصار في الاستحقاقات القادمة، لأنه جدير بالريادة«، ولذلك تابع »نهيب بمناضلينا أن يعززوا صفهم بالوحدة والتماسك والتضامن، من أجل خوض الاستحقاقات القادمة بروح جبهوية أصيلة ومتجددة، تراعي المتغيرات وتقدر التحديات المحلية والإقليمية، وتدرك أن المعركة التي يقدمها الغير على أنها مفروضة علينا، إنما هي بالحقيقة معركتنا نحن، معركتنا في إعادة بناء الحياة السياسية وفق معايير أكثر استجابة لطموحات الشعب والأجيال الشابة خاصة«.