تجددت الاشتباكات صباح أمس بين قوات من الجيش والشرطة وبين معتصمين قرب مقري الحكومة والبرلمان في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية لليوم الثالث على التوالي, في مؤشر على توتر متصاعد يتزامن مع نتائج المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية. وقالت مصادر في القاهرة إن ميدان التحرير ظل مغلقا من جهة شارع قصر العيني, مشيرة إلى دوي إطلاق نار في هذه المنطقة, في حين سارت حركة المرور بشكل اعتيادي في المنطقة القريبة من المتحف المصري. ونقلت نفس المصادر عن نشطاء أن قوات مصرية اقتحمت في الساعات الأولى من صباح الأحد ميدان التحرير، وأن اشتباكات عنيفة دارت بينها وبين متظاهرين استخدمت فيها الحجارة وقنابل المولوتوف. وقال النشطاء إن نحو ألف متظاهر يخوضون اشتباكات مع القوات المقتحمة في جانب من الميدان، وإن ألوفا آخرين من المتظاهرين تفرقوا في الشوارع الجانبية. ومن جهة ثانية, اتهمت جماعة الإخوان المسلمين »بعض القوى التي يُضيرها نجاح الثورة« بالتآمر على مصر وإشعال الأوضاع فيها. ولم تحدد الجماعة في بيانها تلك القوى. وطالبت الجماعة المجلس العسكري باعتذار واضح وسريع »عن الجريمة التي تم ارتكابها«، وبالتحقيق العادل والمستقل مع تعويض أهالي الشهداء وعلاج المصابين، وتأكيد إجراء انتخابات الرئاسة وتسليم السلطة للمدنيين قبل نهاية جوان المقبل. وأعربت الجماعة عن قناعتها بأن وسائل عديدة للإعلام المصري »تقوم بدور هادم عن طريق إثارة الفتن ونشر الرعب والفزع، وتصادم الإرادة الشعبية واختياراتها الحرة في الانتخابات النزيهة«. وفي المقابل، عبر بيان للمجلس العسكري الحاكم عن أسفه للأحداث، وقال إنه تجاوب مع التوصيات الصادرة عن المجلس الاستشاري واتخذ إجراءات للوقف الفوري لأعمال العنف بين المتظاهرين وعناصر تأمين المنشآت الحيوية مع إقامة حاجز خرساني لتأمين المنشآت العامة والفصل بين المتظاهرين وعناصر التأمين. وأصدر المجلس بيانا حمل الرقم 90، واقتصر على كلمات قليلة تؤكد أن من حق الجيش الدفاع عن ممتلكات الشعب التي أقسم على حمايتها، ثم عرض لقطات لبعض الفتية وهم يشعلون النار في أحد المباني الحكومية، قبل أن يختم البيان بأن ما عرضه جزء مما يتم تدبيره وتنفيذه، ويهيب »بالشرفاء في مصر التكاتف من أجل حماية مصر وتاريخها وتراثها«. وعلى الصعيد السياسي، توالت مساء أول أمس الأنباء عن استقالات قدمها أعضاء المجلس الاستشاري الذي شكله المجلس العسكري قبل أيام قليلة، وذلك اعتراضا على الاشتباكات الحاصلة وما أسفرت عنه من حالات قتل وجرح. وفي هذه الأثناء, تستعد الدوائر الانتخابية لجولة الإعادة على مقاعد الفردي في المرحلة الثانية, في وقت عززت التيارات الإسلامية وخاصة حزبي الحرية والعدالة والنور السلفي مكاسبهما التي حققاها في المرحلة الأولى.