دعت مجموعة مدافعة عن حقوق الإنسان حائزة على جائزة نوبل للسلام أول أمس الخميس إلى فتح تحقيق في حق مسؤولين أمريكيين ارتكبوا جرائم حرب بإصدار أوامر لتعذيب معتقلين في غوانتانامو وأبو غريب، مطالبة بمقاضاتهم. وقال آلن كيلر من مجموعة فيزيشن فور هيومن رايتس (أطباء من أجل حقوق الإنسان) في ندوة عقدها بالكونغرس "يجب إجراء تحقيق شامل ومستقل حول ما حصل في غوانتانامو وأبو غريب وأماكن أخرى يعتقل فيها أشخاص يشتبه بصلتهم بالإرهاب". وطالب رئيس المجموعة ليونارد روبنشتاين بإجراء تحقيق كامل على "شكل لجنة مستقلة غير حزبية تتمكن من الوصول إلى كل الوثائق ويمكنها أن تستدعي شهودا والحصول على كل الوثائق ذات الصلة". وقدم الأطباء عرضا عن كيفية تعرض المعتقلين في قاعدة غوانتانامو والعراق وأفغانستان للتعذيب وسوء معاملة، وقالوا إنه "لا سابق لهما بينما كانوا في عهدة الولاياتالمتحدة". وعرض تقرير للمجموعة نشر قبل ثلاثة أسابيع المعاناة التي عاشها 11 معتقلا أفرج عنهم جميعا دون توجيه أي تهمة إليهم. وروى كيلر كيف أن معتقلا سابقا في غوانتانامو وردت حالته في التقرير تعرض للضرب وانتزعت ملابسه وتم تخويفه بواسطة كلاب ووضع قناع على وجهه ودفع به باتجاه جدار، وتم صدمه بالتيار الكهربائي. كما تعرض المعتقل لإهانة جنسية قدمت تفاصيلها بالتقرير, وقال كيلر إن معتقلا آخر "أرغم على الانبطاح أرضا ووضع وجهه في بركة من البول" مشيرا إلى الاعتداء عليه جنسيا بواسطة مكنسة. وأكد كيلر "بصفتي طبيبا وعالما أمضى قسما كبيرا من حياته المهنية في تقييم قضايا تعذيب وسوء معاملة والاهتمام بضحاياها، أود القول بوضوح إن التعذيب وتقنيات الاستجواب غير الإنسانية هي وسائل وحشية وغير فاعلة ويمكن أن تكون لها انعكاسات مدمرة على الصحة". كما ندد بالتغاضي عن مثل هذه الجرائم قائلا "أنا قلق جدا لأننا عندما نتغاضى كدولة عن وسائل كهذه نضع جنودنا ومواطنين أميركيين آخرين في العالم بخطر". وتساءل كيلر "لقد انتهكنا القاعدة الذهبية التي دعينا إليها لسنوات: لا للتعذيب.. ما عسانا نفعل الآن.. أنغير الاسم ونطلق عليه تقنيات استجواب معززة". وأيد رئيس المجموعة روبنشتاين الدعوة لفتح تحقيق داعيا إلى أن تشمل الجميع مهما كان منصبهم، قائلا "المحاسبة يجب أن تشمل مقاضاة أشخاص ارتكبوا جرائم حرب مهما كان منصبهم". ووردت بمقدمة التقرير تحت عنوان "قوانين منتهكة وحياة منتهكة" أدلة طبية على تعذيب ارتكبته واشنطن مع بيان بانعكاساته. وقال الجنرال المتقاعد بالجيش أنطونيو تيغوبا صراحة "ما من شك بعد الآن في أن الإدارة الحالية ارتكبت جرائم حرب". وأضاف تيغوبا الذي قاد التحقيق الرسمي حول فضيحة سجن أبو غريب بالعراق "السؤال الوحيد الذي ينبغي الإجابة عنه هو ما إذا كان الأشخاص الذين أصدروا الأوامر باستخدام التعذيب سيحاسبون أم لا". وكشفت فضيحة سجن أبو غريب بعد نشر صور عام 2004 تظهر معتقلين عراقيين يتعرضون للإهانة وسوء المعاملة من حراس السجن الأميركيين. وفازت أطباء من أجل حقوق الإنسان بجائزة نوبل للسلام العام 1997 كأعضاء في "الحملة الدولية لمنع الألغام الأرضية". واف