استاءت هيومن رايتس ووتش من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب عدم ''التزامه'' بانتقاد وضعية حقوق الإنسان في العالم العربي، ذاكرة قائمة دول في مقدمتها الجزائر، مصر، سوريا، تونس والمملكة السعودية• وقالت المنظمة، أول أمس الخميس، إن الرئيس الأمريكي فوت فرصة إلقائه خطابا في القاهرة من أجل انتقاد حالة الطوارئ في مصر وانتهاك حقوق الإنسان في الجزائر وسوريا ودول أخرى• واعتبرت المنظمة أن اختيار باراك أوباما القاهرة لإلقاء خطابه أمر مثير للجدل، بما أن القاهرة تسجل تجاوزات في مجال حقوق الإنسان، رغم أن هدف الزيارة والخطاب كان يتعلق بآفاق علاقة أمريكا بالعالمين العربي والإسلامي وليس بقضية حقوق الإنسان• وقالت هيومن رايتس ووتش ''إذا أراد أوباما معالجة أسباب كراهية المسلمين للولايات المتحدة فعليه مواجهة الأنظمة القمعية في المنطقة التي تدعم واشنطن عددا منها، خصوصا البلدين اللذين زارهما''• وأعطت المنظمة لأوباما حق انتقاد الدول العربية، بدءًا بالدولتين اللتين نزل ضيفا عليهما إلى دول أخرى، دون أن توضح بأي حق تمنحه ''هذا الحق'' وتنصبه راعيا على حقوق الإنسان وتمكنه من انتقاد دول أخرى• وأمريكا عرفت بانتهاكات أكبر وفضائح سيظل يذكرها التاريخ، وعلى سبيل المثال لا الحصر قضية سجن أبو غريب ومعتقل غوانتانامو والسجون السرية، وصمتها عن اعتداءات إسرائيل على الشعب الفلسطيني، ولو كان أوباما رئيسا لمنظمة حقوقية غير حكومية كان انتقاد هيومن رايتس ووتش سيكون في محله، أو مقبولا على الأقل، ولكن الأمر يتعلق برئيس دولة ترتكب انتهاكات في حقوق الإنسان كغيرها من الدول الأخرى، وجاء إلى القاهرة لمراجعة بعض أخطائها تجاه شعوبها، فلماذا أرادت المنظمة من أوباما أن يقيّم وضعية حقوق الإنسان في العالم العربي أو الإسلامي بشكل محدد؟ ومن ضمن ما أعابته المنظمة على الرئيس الأمريكي في خطابه الذي ألقاه أول أمس في جامعة القاهرة، ووعد فيه بفتح صفحة جديدة بين العالم الإسلامي وأمريكا، افتخاره بقرار حكومته عدم اللجوء إلى التعذيب، وكانت تنتظر منه أن يطلب من حكومات الشرق الأوسط والعالم الإسلامي أن تحذو حذوه، بما فيها الدولة التي تحدث منها•