أكد تقرير بريطاني أن الأنترنيت يعد »أرضا خصبة للتطرف والإرهاب«، وتلعب دورا كبيرا في معظم حالات التطرف والعنف، وهذا الخطر أدركته الجزائر باكرا من خلال تشكيل فرق أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب الاليكتروني فضلا عن تكوين قضاة مختصين في هذا النوع من الجرائم. قال تقرير صدر أمس، أعده نواب بريطانيون، أن الانترنيت يعد »أرضا خصبة للتطرف والإرهاب« وأنها تلعب دورا كبيرا في معظم حالات التطرف والعنف، داعيا لأن تكون شركات توفير خدمات الانترنت أكثر فاعلية في مراقبة المواقع الالكترونية، وضرورة تعاون الحكومة مع هذه الشركات لتطوير مدونة لقواعد الممارسة من اجل إزالة المواد المروجة للتطرف والعنف، وأظهرت لجنة التحقيقات على مدى تسعة شهور والتي كلفت من قبل لجنة الشؤون الداخلية بمجلس العموم البريطاني أن الانترنت لعب دورا كبيرا في التطرف العنيف أكثر من الجامعات والسجون أو في أماكن العبادة ويعد »حاليا إحدى المساحات غير الخاضعة للتنظيم«. وأضاف التقرير البريطاني أن الشعور بالظلم هو المفتاح الأساسي في ذلك كما أن الاتصال الشخصي المباشر مع المتطرفين كان عاملا مهما، وقال رئيس اللجنة كيث فاز أنه تمت إدانة أربعة متطرفين من لندن وكارديف عبر شبكة الانترنت الأسبوع الماضي بتهمة التخطيط لتفجير بورصة لندن، وأضاف أن »المزيد من الموارد يجب أن توجه إلى هذه التهديدات ومنع التطرف من خلال شبكة الانترنت وخاصة في المدونات التي تعد أرضا خصبة للإرهاب«. ويتزامن صدور التقرير البريطاني مع ارتفاع وتيرة لجوء المتطرفين للانترنيت باعتبارها وسيلة الاتصال الأكثر تطورا للتواصل من أجل التجنيد والدعاية أو تنفيذ الجرائم، بل هناك من يعتبر بأن الانترنيت تشكل الجانب المهم الذي يفسر تطور الإرهاب الدولي، وهو ما تفطن إليه تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، خصوصا منذ نهاية 2006 وبداية 2007، مع إعلان تنظيم عبد الملك درودكال انضمامه إلى تنظيم القاعدة الأم. وحذرت الجزائر منذ سنوات من الخطر الذي أصبح يمثله الإرهاب الالكتروني، واستعمال الشبكة العنكبوتية من قبل المجموعات الإرهابية للترويج لاعتداءاتها وتوسيع قاعدتها، كما قامت الجزائر أيضا بتشكيل فرق أمنية متخصصة في مكافحة الجريمة الاليكترونية والإرهاب الالكتروني، فضلا عن تخرج 29 قاضي في جويلية 2008، وهي أول دفعة من القضاة المتخصصين في مكافحة الجريمة الالكترونية.