من المرتقب أن يحل الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، بالجزائر الأحد القادم ضمن جولة مغاربية تشمل كل من المغرب وموريتانيا، يشرع فيها اليوم حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في قصر قرطاج. بدأ الرئيس التونسي منصف المرزوقي، في جولة مغاربية أمس، حيث يزور المغرب لمدة ثلاثة أيام، يلتقي خلالها كل من الملك محمد السادس ورئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، وستحتل القضايا الثنائية بين البلدين صدارة المحادثات، وبعد المغرب ينتقل المرزوقي إلى موريتانيا الجمعة المقبل، إذ سيجري مباحثات مع كبار المسؤولين هناك وعلى رأسهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وفي بداية الأسبوع يكون المرزوقي على موعد مع زيارة تاريخية إلى الجزائر، حسب ذات المصادر التي أوردت الخبر، ومن المقرر أن يستقبل من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والوزير الأول أحمد أويحيى وكبار المسؤولين في الدولة. ومن أبرز الملفات التي يحملها الرئيس التونسي في حقيبته، التعاون الجزائريالتونسي اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، خاصة وأن المرزوقي سبق أن صرح بعد اعتلائه قصر قرطاج، أن الجزائر تعتبر العمق الاستراتيجي لتونس خاصة في هذه المرحلة التي تمر بها تونس بتحول عميق صاحبه تدهور في الاقتصاد وتعطل حركة التنمية والتجارة وانحصار مداخيل السياحة التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد التونسي. وفضلا عن ذلك، يحتل الملف الأمني موقعا كبيرا في الزيارة من حيث رغبة الجزائر في توثيق التعاون الأمني مع الجيران من أجل ضمن أمن وسلامة واستقرار المنطقة، ومن المنتظر أن يناقش المرزوقي مع المسؤولين سبل تفعيل الحركية التجارية بين الجزائروتونس وبعث مشاريع شراكة من شأنها أن تنفس على الاقتصاد التونسي وتكبح جماح البطالة التي تضغط على المجتمع. ومعلوم أن الجزائروتونس تربطهما علاقات متينة لم تتأثر برحيل نظام بن علي، على اعتبار أن الجزائر تتعاون مع الدول وليس مع الحكومات والأنظمة، وفي هذا السياق قدمت الجزائرلتونس مساعدات مالية بقيمة 100 مليون دولار خلال زيارة رئيس الحكومة السابق الباجي قايد السبسي إلى الجزائر، وهو ما يدل على استعداد الجزائر لدعم تونس على تجاوز محنتها. كما كانت لزيارة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بعد فوز حركة النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي أثرا طيبا على العلاقات الثنائية في العهد الجديد. إلا أن قرار الرئيس بوتفليقة بمشاركة الشعب التونسي احتفالات الذكرى الأولى لسقوط نظام بن علي زاد من توطيد العلاقات الثنائية بين تونسوالجزائر وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجابا على مسار العلاقات المغاربية متعددة الأطراف. وفي نفس المنحى يصب اللقاء الذي جمع بين الرئيس منصف المرزوقي والوزير الأول أحمد أويحيى نهاية شهر جانفي بأديس أبابا، على هامش أشغال قمة الاتحاد الإفريقي. الرئيس التونسي الذي أبدى حماسا كبيرا لفكرة بعث اتحاد المغرب العربي، سيستغل جولته المغاربية للدعوة إلى قمة مغاربية تحتضنها تونس لدراسة آليات تفعيل الهيكل المغاربي الذي يبقى الملاذ الآمن للدول المغاربية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية اقتصاديا وأمنيا وسياسيا، إذ نقلت مصادر إعلامية أن الملف المغاربي من ضمن الملفات التي يعول عليها المرزوقي خلال جولته. وبالنظر إلى الأجواء الإيجابية التي تطبع العلاقات الجزائرية المغربية، والليونة التي يتخذها القادة الجدد في ليبيا، من المتوقع أن تلقى الدعوة إلى قمة مغاربية صدى إيجابيا على الأقل في الجزائر.