سجلت مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية سحب مالا يقل عن 558 ملف للترشح يخص القوائم المستقلة، و374 ملف ترشح ل 22 حزبا سياسيا، أي ما يعادل سحب 900 ملف ترشح إلى غاية أمس، مما يؤشر على الإقبال الواسع والاهتمام المتزايد بتشريعيات ال10 ماي القادم من قبل مختلف الشرائح الاجتماعية والمهنية. تفيد الإحصائيات المؤقتة التي كشف عنها مدير الحريات والشؤون القانونية بوزارة الداخلية محمد طالبي، أن التنافس في التشريعيات المقبلة سيكون حادا بين مختلف الأحزاب السياسية التي دخلت المعترك الانتخابي وبين القوائم المستقلة، حيث تبرز المعطيات التي أوردها نفس المصدر أن ما لا يقل عن 22 حزبا سحبوا ملفات الترشح عبر ولايات الوطن إلى غاية أمس، ما يعني أن مشاركة الطبقة السياسية في العملية الانتخابية ستكون هذه المرة قياسية مقارنة بالاستحقاقات السابقة. وقد يعود ذلك برأي المتتبعين إلى الأهمية التي تكتسيها انتخابات ال10 ماي من حيث الرهانات الداخلية والخارجية المحيطة بها. فعلى الصعيد الداخلي من شأن هذه الانتخابات أن تعيد رسم الخارطة السياسية للخمس سنوات المقبلة، سيما بعد دخول أحزاب جديدة الحقل السياسي اثر اعتماد قانون الأحزاب الجديد الذي سمح بميلاد مالا يقل عن 20 حزبا سياسيا اعتمد منهم 12 حزبا بصفة نهائية في انتظار باقي الأحزاب الأخرى، فضلا على هذا فالبرلمان القادم له أهمية كبيرة في البناء المؤسساتي للدولة على اعتبار أنه سيضع الدستور الجديد للبلاد وما قد يتمخض عن هذا الدستور من إعادة تنظيم للمؤسسات برمتها. كما تجدر الإشارة هنا كذلك إلى أن الضمانات التي أقرها رئيس الجمهورية والإجراءات التي اتخذها لنزاهة وشفافية الانتخابات جعلت الكثير من الأحزاب تجنح للمشاركة كما هو حال جبهة القوى الاشتراكية التي وضعت حدا لمقاطعتها للانتخابات والتحقت بركب المشاركين في العملية الانتخابية من أجل تحقيق التغيير الديمقراطي السلمي حسب رسالة آيت احمد للمجلس الوطني الذي رسم قرار المشاركة. أما على الصعيد الخارجي، فرهانات الانتخابات كبيرة بالنظر إلى ما يجري في دول الجوار والعديد من الدول العربية والتي انتهى بها المطاف إلى أزمات مسلحة رهنت مستقبل بلدانا بأكملها. الملاحظ في الإحصائيات التي أوردها مدير الحريات والشؤون القانونية بوزارة الداخلية والجماعات المحلية، وهو التنامي المطرد لقوائم الترشيحات للمستقلين فقد تم سحب 558 ملف للترشح إلى غاية الرابع من مارس، مما يوحي أن العديد من النشطاء اختاروا القوائم المستقلة لتحقيق حلمهم في الترشح، وهؤلاء هم في الغالب قدماء المناضلين في الأحزاب أو رجال أعمال أو ممن لم يسعفهم الحظ في الترشح ضمن أحزابهم أو شبابا يحاولون خوض المعركة بعيدا عن أي غطاء حزبي، ومن المرتقب أن يرتفع عدد القوائم المستقلة مع مرور الأيام وكشف العديد من الأحزاب عن قوائم مرشحيها.