يواصل الوفد البرلماني الجزائري، برئاسة عبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني، مشاركته في أشغال الدورة 126 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة بكامبالا منذ يوم السبت الماضي. وكانت هذه المشاركة مميزة ومتنوعة، حيث شارك الوفد البرلماني الجزائري في الاجتماعات التنسيقية للمجموعات الجيوسياسية الثلاث وهي المجموعة الإفريقية، المجموعة العربية واجتماع بلدان منظمة التعاون الإسلامي. أما بخصوص النقاش العام حول موضوع تجسير الفجوة بين البرلمانات والمواطنين أبرز عبد الحميد سي عفيف رئيس الوفد الجزائري في تدخله أهمية ودور البرلمان في الإصغاء إلى انشغالات المواطنين وتبنيها وكذا التكفل بها في إطار تمثيل حقيقي، مؤكدا أن البرلمان يستمد سلطته من الشعب. من جهة أخرى، أشار رئيس الوفد إلى أن البرلمان الجزائري يولي اهتماما خاصا لهذا الموضوع نظرا لمشروعه الرامي إلى إشراك المواطن في تسيير الشؤون العمومية وتجسيد مبدأ الديمقراطية التشاركية. ولدى تطرقه إلى موضوع الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والتي صادق عليها البرلمان مؤخرا، أكد عبد الحميد سي عفيف بأنها تندرج ضمن إطار الانتقال الديمقراطي السلمي الذي باشرته الجزائر منذ القرن الماضي، وأشار إلى أن الانتخابات التشريعية المقبلة ستشكل محطة هامة بالنسبة للجزائر، باعتبار أن كل الضمانات القانونية والعملية التي وفرها رئيس الجمهورية في تعليماته لتنظيم هذا الاستحقاق في جو ديمقراطي شفاف ونزيه، كما أبرز في نفس السياق، أبعاد القوانين التي صادق عليها البرلمان الجزائري مؤخرا، وخاصة منها ذلك المتعلق بترقية المشاركة السياسية للمرأة وأكد أنه يتوقع أن يتشكل المجلس الشعبي الوطني المقبل من نسبة نسوية لن تقل عن 30 بالمائة. واختتم رئيس الوفد الجزائري تدخله بالتطرق إلى الأحداث التي تعرفها بعض البلدان، حيث أشار إلى ضرورة استغلال الجوانب الإيجابية لموجة الحراك الشعبي في إطار تعزيز الحوار والمصالحة الوطنية، وشدد بالمقابل على ضرورة تجنب كافة أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول وقال بأن ذلك من شأنه تعقيد الأمور أكثر مما قد يسهم في حلها.