يعتزم التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، تنظيم مسيرات عبر مختلف الولايات وبالأخص، العاصمة وتيزي وزو وبجاية وبومرداس إحياء لذكرى الربيع الامازيغي المصادف ل20 افريل من كل سنة، وهي المناسبة ذاتها التي يحاول حزب الأرسيدي استغلالها للدعوة لمقاطعة الانتخابات وخلق اضطراب في الشارع. دعا التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية مناضليه إلى الخروج في مسيرات يوم 20 افريل بمناسبة إحياء ذكرى الربيع الامازيغي، حيث يحاول الحزب الذي يرأسه محسن بلعباس خلفا للدكتور سعيد سعدي العودة إلى الساحة السياسية من خلال مسيرة تحت غطاء الربيع الامازيغي، ورغم علم مسؤولي الارسيدي أن أي نشاط خارج موضوع الانتخابات ممنوع طيلة الفترة المحددة قانونا للحملة الانتخابية ومن ذلك التظاهرات والمسيرات، إلا أن مسؤولي الحزب لم يتوانوا في الدعوة لتنظيم مسيرة لمناضلي الحزب ومناضلي القضية الامازيغية، وهو ما اعتبره مراقبون سلوك يدخل في خانة التشويش على الحدث الانتخابي الذي أعلن الحزب على مقاطعته منذ أسابيع خلت. ليس هذا فحسب، فحتى خارج الحملة الانتخابية هناك استثناء قانوني يمنع تنظيم مسيرات في العاصمة على سبيل المثال، وهو ما يعني أن أي خطوة من هذا القبيل يعتبر غير مرخص لها وتقابل بتدخل عناصر الأمن لتطبيق القانون. وفي هذا الإطار يقول نفس المراقبون أن الارسيدي يسعى من خلال دعوته هذه إلى تحقيق هدفين رئيسيين: أولهما تسجيل حضور إعلامي بعد غيابه على الساحة الإعلامية والسياسية جراء مقاطعته للانتخابات التي دخلتها كل التشكيلات السياسية بما فيها تلك التي تأسست حديثا، وثانيا العمل على خلق مناخ تسوده الفوضى قد يؤثر على مجريات الحدث الانتخابي، ويكون بمثابة مادة دسمة للحزب لاستغلالها في الأيام والأسابيع المقبلة. ومعلوم أن كل محاولات الارسيدي تنظيم مسيرات في العاصمة الصائفة الماضية أو ما بات يعرف بمسيرات السبت، باءت بالفشل جراء عزوف المواطنين على تلبية دعوة سعدي آنذاك الذي طرد في العديد من المرات من شوارع العاصمة ومساحاتها من قبل شباب رفض خطوته. وقد أبرزت تلك المسيرات المجهضة حجم الوعاء الشعبي للارسيدي ومكانته في الشارع وهي المكانة التي أثبتت أن الحزب مبتور شعبيا ولا يملك أي تأثير في الشارع باستثناء التسبب في فوضى وخلق اضطراب في حركة المرور. هذا وقد تعالت عديد الأصوات في الآونة الأخيرة من قبل قادة أحزاب وإطارات بارزة تحذر من مغبة استغلال الاحتفال بالربيع الامازيغي لخلق جو من الفوضى والتأثير على مجريات الحملة الانتخابية، حيث دعت لويزة حنون أن المواطنين إلى التفطن وعدم الانسياق وراء دعوات »التخلاط السياسي«، وذهبت حنون في إحدى تجمعاتها الشعبية إلى توقع قيام دعاة المقاطعة بحرق صناديق الاقتراع أو التسبب في أعمال عنف يوم الاقتراع في إشارة إلى حزب سعدي الذي التقى مع رمز الفيس المحل في الدعوة لمقاطعة الانتخابات، من جهته حذر القيادي في جبهة القوى الاشتراكية احمد جداعي من مغبة سعي أطراف إلى استغلال ذكرى الربيع الامازيغي لخلق جو من الاضطراب تكون له تداعيات على الحدث الانتخابي.