استغرب المؤرخ الدكتور محمد قورصو،أمس، تصنيف مؤسسة "راند " الأمريكية التي تساهم في إصدار القرارات الأمريكية، جبهة التحرير الوطني التي قادت حربا ضد فرنسا لمدة سبع سنوات ونصف، حركة إرهابية خاصة وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تربطها مصالح في الوقت الحالي، فيما قلل سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين من شان التقرير الأمريكي، قائلا "يكفي أن كل دول العالم تعتز بثورتنا المجيدة". سهام بلوصيف انتقذ محمد قورصو في اتصال هاتفي ما كشفت عنه مؤسسة "راند" خلال عرضها أنجع الأساليب لمكافحة الإرهاب، والتي اعتبرت جبهة التحرير الوطني التي قادت حرب تحريرية دامت سبع سنوات ونصف ضد فرنسا الاستعمارية، حركة إرهابية تخلت عن سلاحها بعد تحقيق أهدافها، ووصف ما تحدثت عنه المؤسسة الأمريكية ب"الحملة الامبريالية" التي تشن ضد الجزائر، في هذا الشأن توقع رئيس جمعية 8 ماي 1945 السابق حملات أخرى على الجزائر. وعبر الدكتور عن دهشته من هذا التقرير في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكيةالجزائرية تطورا ملحوظا، تعكسه وجود مصالح مشتركة كثيرة، كما أكد أن الجزائر استطاعت مواجهة آفة الإرهاب لوحدها دون مساعدة أي دولة أجنبية ولم يتوقف عند هذا الحد بل راح يتهم دولا أوربية و بما وصفه ب"أيادي خفية" من الولاياتالمتحدةالأمريكية بتغذية الإرهاب داخل الوطن. وطالب المؤرخ المنظمة غير الحكومية بالبحث عما يجري في العراق باسم الشعب الأمريكي والتحقيق في الجريمة ضد الإنسانية التي تقترفها القوات الأمريكية في بلاد الرافدين قبل أن تصنف يضيف المتحدث الشعوب التي دافعت عن حقوقها واستشهدت في سبيل الحرية في خانة المجرمين. وقال قورصو في هذا السياق، إن "المجرم الحقيقي هو الذي غزا الجزائر في 1830 وهو الذي احتل العراق ويقوم بتقتيل أبنائه يوميا وهو الذي قضى على أعرق حضارة في العالم وهو الذي يدعم اسرائيل بالمال والعتاد الحربي ضد الفلسطينيين العزل"، مشيرا إلى أن هناك منظمات غير حكومية أمريكية تقف إلى جانب إسرائيل وتدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وعن الحرية في العالم والعدالة. ومن جانبه، قلل سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين من شأن تقرير المؤسسة الأمريكية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية سنة 1948 والتي تقدم استشارات لكثير من المؤسسات الخاصة والمنظمات ولحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقال إن "الجزائر بفضل جبهة التحرير الوطني التي قامت بالكفاح المسلح هي عضو في الأممالمتحدة وتربطها علاقات جيدة مع دول العالم. وانتهز الأمين العام لمنظمة المجاهدين ليذكر بما حققته ثورة أول نوفمبر بقيادة الأفلان والتي استطاعت انتزاع حرية الشعب الجزائري من فرنسا التي كانت تعد أعتى القوى الاستعمارية مدعمة بقوات الحلف الأطلسي آنذاك، مضيفا بقوله يكفي أن كل العالم يعتز بثورتنا كما أنها تركت صدى لم تحرزه أي ثورة في العالم".