أصيبت مختلف التشكيلات السياسية التي رشّحت قوائمها للتشريعيات بوهران، بخيبة أمل كبيرة، بعد فوز الأفلان بغالبية المقاعد، حصدها بلمّة شعبية هائلة فكانت التشريعيات شبيهة بثورة الفاتح نوفمبر، وكان فارسها حزب جبهة التحرير الوطني. مقصلة الصندوق أعدمت 6 قوائم حرّة و33 حزبا سياسيا منهم الأحزاب القديمة التي يمثل بعضا منها الإسلاميون والأحزاب الجديدة التي حاول أحدها أن يتلاعب باسم الأفلان فأطلق على نفسه اسم »الأفنال« لكنّ صاحبه زروقي محمد تلاعب به الصندوق وأصيب بصدمة نظرا للنتائج غير المتوقّعة، وكذا غريمه الذي انشق عنه وهو حزب موسى تواتي »الأفانا« الذي قيل أنّه حصد بعض الأصوات في المواعيد الإنتخابية السابقة بسبب تشابه الأسماء بين "الأفانا" و"الأفلان" فخرج متصدّر قائمته النائب السابق شعبني فتح الله صفر اليدين، إذ تفطّن الناخبون بوهران في تشريعيات ماي 2012 للتضليل ومحاولات التمويه وأدلوا بأصواتهم لمن يرغبون أن يمثلّهم في مجلس الشعب، وكان الإسلاميون من بين من أصيبوا بالصدمة بعد التكتّل الفاشل »الجزائر الخضراء« الذي فشل حتى أن يملأ قاعة أثناء الحملة الانتخابية، ولم ينجح مفتش التربية بن يوسف مرشّح حزب النهضة في استمالة أساتذة قطاع التربية والتعليم، كما لم ينجح الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي شوام بوشومة في الإقناع لصالح حزب عبد الله جاب الله، كما فشل ممثل مناصرة وهو النائب السابق بالبرلمان المنشق عن »حمس« أمين علوش، فيما خرجت القوائم الحرّة بالبطاقة الحمراء، على الرغم من مراهنتها على فشل الأحزاب السياسية وعدم اقتناع الوهرانيين ببرامجها، إذ حاولت هذه القوائم أن تعزف على أوتار التغيير وفقدان العذرية لمختلف الأحزاب الناشطة، وراهنت على الجمعيات ولجان الأحياء وأصحاب المصالح وشراء الذمم بالتكريمات ودعوات العشاء، والإغراءات بالمال السياسي. ومن بين التشكيلات الحرّة التي كانت مترشّحة، قائمة »الفرسان« التي كان يرأسها وزير الفلاحة الأسبق في عهد حكومة مولود حمروش عبد القادر بن داود والذي كان عضوا بالمكتب السياسي للأفلان وانشقّ عنه مدّعيا أنّ عددا معتبرا من أصوات مناضلي الأفلان بوهران ستؤول إليه، إضافة إلى قائمة الحرية التي يتصدّرها الأمين الولائي للتجّار والحرفيين الجزائريين معاذ عابد الذي راهن على جمعيات التجّار، لكنّ صندوق الانتخابات أفلسه وجعل تجارته بورا وبرنامجه منتهي الصلاحية، إضافة إلى قائمة تتصدرها صاحبة عيادة لأمراض الأذن والتي تتكفل بعلاج الصمم السيدة العزوني، فهي وإن كانت مفلحة في علاج الأطرش، إلاّ أنّها لم تفلح في مخاطبة الناخبين بوهران الذين قابلوا خطابها بالأذن »الطرشة« حسب ما يقول المثل ولم تنفع أجهزتها المستوردة في علاج هذا الصمم، إضافة إلى قوائم أخرى لأحزاب سياسية ظهر وزنها وحجمها السياسي بالشارع الوهراني، والتي خرجت بصفر مقعد وأثبتت أنّها عقيمة رغم قرانها الحديث بالسياسة.