ناشد المؤتمر الأول للصهيونية المسيحية بسويسرا من وصفهم بالمسيحيين المؤمنين بضرورة العمل على مساندة إسرائيل في مواجهة ما سماها التحديات التي تهدد كيانها. وأكد الإعلان النهائي للمؤتمر على دعم مشروع يهدف إلى "تشجيع هجرة جميع يهود العالم إلى دولة عبرية يجب أن تتوسع حدودها لتشمل إسرائيل التوراتية"، وذلك بعد ثلاثة أيام من الفعاليات من الخامس إلى السابع من الشهر الجاري تحت عنوان "عودة إسرائيل"، ساهمت في إعدادها تسع جمعيات سويسرية بروتستانتية متشددة. ولم يكن مستغربا أن يثني السفير الإسرائيلي لدى سويسرا إيلان إيلغر على المؤتمر، وقال في كلمته إنه "يدشن لمرحلة جديدة في وقت تتكاثر فيه دعوات الأعداء لمحو إسرائيل"، مركزا على أن إيران "لا تستهدف إسرائيل فقط بل أوروبا أيضا"، واستند في ذلك إلى حرص طهران على تطوير أنظمتها الصاروخية لتطول أوروبا. وحث مؤيدي إسرائيل على ضرورة "التوسع في مثل تلك المؤتمرات الصهيونية لتشمل دولا أوروبية مختلفة، مذكرا بأن تيودور هيرتزل أطلق دعوته الأولى من سويسرا أيضا منذ أكثر من قرن وتحقق ما تم التخطيط له". ودعا منسق المؤتمر الراهب البروتستانتي كريستوف مايستر إلى التفريق بين "الصهيونية السياسية والدينية"، مؤكدا أن المؤتمر لا يكن العداء للمسلمين، غير أنه أشار إلى وجود "مخاوف من الأصولية الإسلامية التي تحض على العنف والقتال وكراهية الآخرين". أما الفرق بين الصهيونية الدينية والسياسية، فيشرحها مايستر في أن الأولى مبنية على أسس توراتية وإنجيلية وتدعو إلى الإيمان بحق إسرائيل في الوجود ونشر ما وصفها "المسيحية الحقيقية" من خلال حملات التبشير والصلوات والعمل الجماعي دون اللجوء إلى العنف. واستند على ذلك بأن جلسات المؤتمر "لم تتناول سوى قضايا الإيمان والبحث في التوراة والإنجيل عن حقوق بني إسرائيل وكيفية تطبيقها عمليا". أما دعوة المؤتمر لتشجيع هجرة اليهود إلى إسرائيل فقد وصفها رئيس المؤتمر فيرنر شيرر بأنها "أمر حتمي، لأن أرض إسرائيل شهدت معجزات عبر تاريخها واستيعاب 12 مليون يهودي جدد سيكون معجزة ربانية". ومن ناحيته يقول البروفيسور بجامعة زيورخ إدوارد بدين الخبير في الجماعات المسيحية اليهودية الأصولية إن مثل تلك المؤتمرات هي جزء من حملة دعائية لصالح المشروع الصهيوني اليميني بتأييد من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو ثم دعمتها الحكومات اليمينية الإسرائيلية تباعا. ويعتمد الشق الأول من تلك الحملة -حسب بدين- على التغلغل في وسائل الإعلام لتحذير الرأي العام الأوروبي مما يصفونه عودة العداء للسامية، والشق الثاني يعتمد على تكوين جماعات ضغط تسعى لتحقيق أهدافهم من خلال الاقتصاد والسياسة. ويشير بدين الفلسطيني الأصل إلى أن الحملة الإعلامية الموالية لإسرائيل بدأت بالفعل في بعض الصحف الأوروبية وتهدف إلى تحويل أنظار الرأي العام العالمي عما يحدث في المناطق الفلسطينية من مآس وترسيخ صورة اليهودي المظلوم دائما في العقلية الأوروبية، لتقبل فكرة إلغاء حق الفلسطينيين في العودة تدريجيا. تيار الصهيونية المسيحية -حسب بدين- منتشر في العالم، ويصل أتباعه إلى حوالي ستين مليونا في الولاياتالمتحدة وحدها، ويعتمدون على نصوص توراتية وإنجيلية بهدف تجميع كل يهود العالم في "أرض الميعاد" لتحقيق نبوءة موجودة في آخر عهد يوحنا اللاهوتي، التي تقول إن نهاية العالم ستحدث بعد معركة هرمجدون التي يرجح البعض أنها في منطقة جنوبي الناصرة تسمى اليوم مجيدو. ويؤكد بدين أن مواجهة مثل تلك الحملات يحتاج إلى مجهود ضخم يبدأ أولا "بشعور كل فرد بمسؤوليته تجاه القضية الفلسطينية، ولدينا الكثير من الأسانيد الدينية والقانونية التي نرد بها على تلك التيارات المتطرفة". الوكالات