لماذا التنبؤ بانهيار الامبراطورية الامريكية ؟! أمريكا القوة القادرة على معاودة النهوض واستعادة زمام المبادرة في كوكب الأرض لو أخفقت في موقع ما أو مواقع ما، فما الذي يجعل التنبؤ هذا حتميا في مخيلة المفكرين الغربيين وخاصة الأمريكيين منهم !! الإنهيارهو موت اقتصادي، بمعنى موت موضعي، يعلن موت روح الزعامة المهيمنة على العالم المتضائل رغم اتساع اطرافه المترامية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، تجاوبا مع حتمية تاريخية لا تقبل الجدل او التأجيل، لكن يبقى زمن الموت أو مسافات الوصول إليه يحدده بلوغ المتناقضات ذروتها إيذانا بخاتمة الانتهاء وبدء عصر جديد.. وموعد انهيار الامبراطورية الأمريكية ليس ببعيد،بحسابات فلسفية او رياضية، انه موعد الانتقال من نمط اقتصادي-سياسي مهيمن إلى آخر وبدء الانتهاء سيكون من مدينة نيويورك او مدينة –واشنطن- المدينة الغارقة في أزمتها المالية الكبرى، والمختبئة بعيوبها الحضارية وراء ناطحات السحاب،وهي الجسد الذي قارب على الاختناق والقلب الذي اعتاد أن ينبض بمولد كهربائي وتنظم شرايينه دورة استهلاكية متكاملة بدأت تتعثر دون سابق إنذار. وحتمية التاريخ أمر واقع لا محالة، ولا جدال فيه، فعندما يرى التاريخ أن نمط إدارة أعمال "قيادة الأرض" لم تعد جديرة بموقعها وتؤدي إلى اختلال في التوازن فإن مجتمعات وأنظمة وأقطاب تنهار، وتظهر مجتمعات وأنظمة أخرى تحل محلها. و أنماط الهيمنة التي ساندت في العصور الماضية بواسطة المقدس الديني اولا وبواسطة القوة ثانيا.. انهارت الواحدة تلو الأخرى حتى جاءت الهيمنة بواسطة المال الذي وظف القوة وانظمة انتشارها في العصر الحديث.. ويعاب على أمريكا انها تنفق دون حساب، وتستهلك كثيرا، ولا توفر إلا القليل من اموالها واموال العالم التي تصب في خزائنها تطبيقا لمبادئ النظام الاقتصادي الحديث،ولا تلجأ إلى مراقبة التكنولوجيا المستقبلية ولا تنتبه لمخاطرها، وهي تتخلى بذلك عن بديهية المواصفات والمقاييس المتعارف عليها في ضبط جودة شئ ما.. حتى وظلت العاجزة عن الاستثمار الكامل لطاقاتها، وانشغلت بنشوة كونها القطب العالمي الأوحد،الذي اسقط كل خصومه وفرض عليهم التبعية لمنطقه والقبول بشطحاته ونزعاته التي تضر بأمن الشعوب سياسيا واقتصاديا .