أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الاجتماع الوزاري المصغر المخصص لقطاع الشباب و الرياضة في إطار جلسات الإستماع السنوية التي نظمها خلال شهر رمضان على ضرورة رفع قيمة المساعدات العمومية للرياضة بسبب تقلص مساهمة الجماعات المحلية وطالب الحكومة بدراسة إمكانيات تدعيم الصندوق الوطني الخاص بالرياضة بما في ذلك من خلال مساعدات مالية مباشرة، فيما شدد على أن الرياضة يجب أن تكون موضوع دراسة معمقة من قبل الحكومة بالتشاور مع الحركة الرياضية من اجل الخروج بحلول بغية تطويرها وكذا تطهيرها. رابح.ش و أكد رئيس الجمهورية في تدخله على إثر النقاش الذي دار حول القطاع الرياضي "بالجهود الجهيدة التي بذلتها الدولة لخدمة الشباب في كافة المجالات بما فيها تطوير الرياضة"، مشيرا إلى أن "الشباب محور سياسة التنمية الوطنية الرامية إلى ترقية التعليم في شتى المجالات وإلى دعم التشغيل بمختلف الإجراءات المتخذة لفائدة الشباب و بمخطط الإنعاش الاقتصادي الذي سيجني البلد ثماره تدريجيا و سيكون الشباب أهم المستفيدين منه، مشددا على وجوب مواصلة هذه المجهودات. وأردف رئيس الجمهورية يقول "سيتحتم علينا لسنوات عدة أخرى تركيز سياستنا التنموية على تلبية طلب إضافي كبير متمخض عن التشكيلة الديموغرافية لمجتمعنا الذي تغلب عليه فئة الشباب و هذا ما يفرض علينا جعل التسيير الاستشرافي انشغالنا الدائم." وأوضح أنه على محافظة التخطيط و الاستشراف التي تعززت مؤخرا إنارة درب هذا المسعى بتوفير تحاليل واستشرافات، مضيفا أنه في انتظار ذلك ستشكل نتائج الإحصاء العام الأخير أساسا لصياغة البرنامج التنموي الخماسي القادم". وعهد رئيس الجمهورية إلى الحكومة بمواصلة تكثيف المبادرات الرامية إلى تحسين الاستماع للشباب و حماية الأجيال الصاعدة من شتى الآفات الاجتماعية التي انتشرت للأسف في ظل الأزمة العصيبة التي ألمت ببلدنا مضيفا أن الحركة الجمعوية لقطاع الشباب يجب أن تشرك بقوة في هذه المجهودات و أن تحسس بمسؤوليتها في هذا المجال. و بخصوص السياسة الرياضية للبلد أشار الرئيس بوتفليقة إلى الجهد المعتبر الذي بذلته الدولة خلال هذه العشرية بهدف تطوير الهياكل الرياضية عبر كامل التراب الوطني ومن أجل بعث النشاط الرياضي في جميع الإختصاصات. و أضاف رئيس الجمهورية الذي اغتنم فرصة النقاش المعمق المخصص لهذا الملف لإعطاء تعليماته للحكومة "يتعين علينا مواصلة تكثيف شبكة المنشآت الرياضية بصفة عقلانية مع السهر خاصة على تزويد كافة المناطق بالتجهيزات الرياضية الجوارية، كما يتعين علينا بذل المزيد من الجهود لتنمية النشاط الرياضي ومن أجل رفع راية الرياضة الوطنية عاليا بإيلاء أهمية كبيرة لتكوين المكونين و الشباب الموهوب وتعميم ممارسة الرياضة خاصة من خلال بعث الرياضة في الوسط المدرسي و الجامعي وفي وسط التعليم والتكوين المهنيين دون إغفال الرياضة النسوية ورياضة المعاقين". وقال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة "يجب أن تكثف ممارسة الرياضة في المنظومة الوطنية للتعليم على مستوى جميع الأطوار من المدرسة إلى الجامعة، كما يجب أن ترافق ببعث للمنافسات الرياضية المدرسية و الجامعية، فالهياكل اللازمة موجودة في أغلب الحالات ويجب إنشاءها في المناطق التي تفتقر إليها، كما يجب تعزيز التأطير لهذا الغرض". وأضاف رئيس الجمهورية قائلا أن "هدف مليوني متحصل على إجازة ممارسة في الرياضة المدرسية و الجامعية الذي اقترحه القطاع يعد هدفا واقعيا و عليه يتعين على الحكومة توفير الوسائل لتحقيق هذا الهدف خلال السنوات الخمسة المقبلة، كما أكد على رياضة المنافسة التي قال يجب أن تكون موضوع دراسة معمقة من قبل الحكومة بالتشاور مع الحركة الرياضية من أجل الخروج بحلول بغية تطويرها وكذا تطهيرها بهدف إبعاد العنف المخرب للعقل و الذي يعد مساسا غير مقبول بالنظام العام. وينبغي على النوادي ذات المستوى العالي يضيف رئيس الجمهورية الاستفادة من الوسائل والدعم العقلاني لنشاطاتها في مقابل انطلاقة حقيقية في تكوين المواهب الشابة و بعث المنافسات الخاصة بهذه الفئات الصاعدة وكذا في مقابل التخلص من الممارسات المنافية للأخلاق الرياضية علاوة على تأطير حقيقي للجمهور من اجل القضاء على العنف في ملاعبنا، كما ينبغي على الدعم العمومي للنوادي أن يرتكز على دفاتر أعباء تضع احترام الالتزامات التي قطعها المستفيدون من المساعدة العمومية شرطا للمحافظة عليها. وأعطى رئيس الجمهورية تعليماته قائلا بان "الشراكة تجد أحد أفضل أطر تعبيرها في المجال الرياضي حيث ينبغي على الحركة الجمعوية الرياضية أن تشارك في تحديد الأهداف وكذا الإمكانيات المنتظرة من الدولة و كذا الالتزام بفعالية في عملية التطوير و إضفاء الطابع الأخلاقي و النهوض بالرياضة و ذلك تماشيا مع المثل الرياضية. وذكر رئيس الجمهورية أنه "يجب أن تستفيد رياضة النخبة والمستوى العالي من دعم أكبر من قبل الدولة باسم الجماعة الوطنية التي تنتظر نتائج بكل شرعية". وأضاف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أنه "تم بذل جهود معتبرة لحد الآن لكنها لم تحقق النتائج المنشودة خلال المنافسات الدولية، لذلك أنتظر من الحكومة أن تتكفل بهذا الملف بحزم و مع إشراك جميع المؤسسات الرياضية المعنية"، وأشار في هذا الصدد إلى أنه "يجب علينا من الآن جعل نخبنا الرياضية الوطنية تسلك درب عودة الجزائر التدريجية على الساحة الرياضية العالمية كما يجب أن نشجع أكثر الرعاية من خلال تحفيزها على التطور الفعلي".