يبدو الرئيس الأمريكي جورج بوش وكأنه "تنفس الصعداء" لقرب انتهاء الفترة الثانية والأخيرة من رئاسته خاصة مع ارتفاع حدة الأزمة المالية في الولاياتالمتحدةالأمريكية والانخفاض الحاد في شعبيته الذي وصل إلى أقل نسبة يحصل عليها أي رئيس أمريكي في التاريخ بعد ريتشارد نيكسون قبيل تركه البيت الأبيض. ونقلت مصادرعن السيناتور السابق جون دينفورث الذي يعد صديقًا مقربًا لبوش قوله، إن لقاءه الأخير مع الرئيس قبل أيام أعطاه انطباعا بأن الرئيس يشعر أن وقوع الأزمة المالية الحالية في فترة رئاسته كان أفضل من وقوعها في مطلع رئاسة الرئيس المقبل. وفسر دينفورث وهو جمهوري من ولاية ميسوري ذلك بقوله في تصريحات أدلى بها في واشنطن الأحد الماضي:" لقد التقيت بالرئيس في حفل لجمع التبرعات في سانت لويس يوم الجمعة الماضي. ولفت نظري انه بدا مرتاحًا ولم يفقد حس الدعابة الذي يميزه". وأضاف دينفورث : "بوش قال لي إن وقوع الأزمة المالية الآن أفضل لأن لديه فريقًا مدربًا في الإدارة قادرًا على مواجهتها بينما سيكون الرئيس المقبل في مرحلة تكوين إدارته ولن يكون لديه من يعرفون دقائق ما حدث خلال السنوات الأخيرة". وقال دينفورث:" ما فهمته من الرئيس هو أنه يشعر إن السنوات التي قضاها في البيت الأبيض كانت حافلة بالقرارات الصعبة وهو لا يشعر بالندم على شيء قام به. إنه يقول: لقد فعلت أفضل ما بوسعي وأعتقد أنني فعلت دائما الأمر الصحيح وحمدا لله لأن المشوار قد انتهى". وكانت استطلاعات الرأي العام الأخيرة أوضحت أن درجة شعبية بوش قد هبطت إلى 21% وهي أقل نسبة يحصل عليها أي رئيس أمريكي في التاريخ بعد ريتشارد نيكسون قبيل تركه البيت الأبيض. وكانت استطلاعات الرأي قد كشفت أن السياسة الخارجية قد تلعب دوراً حاسما في الانتخابات الرئاسية في نوفمبرالمقبل، إذ أشار إلى أن 83 بالمئة من الأمريكيين قلقون من تراجع مكانة بلادهم في العالم. وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مجلس شيكاغو للشئون العالمية أن الأمريكيين يؤيدون بأغلبيتهم أن تبدل واشنطن سياسة بوش الخارجية وأن تبدأ بالتحدث إلى أعدائها مثل قادة كوبا وكوريا الشمالية وإيران وبورما وحماس وحزب الله اللبناني، وبدا هذا الرأي أقرب إلى مواقف المرشح الديمقراطي للبيت الأبيض باراك أوباما منه إلى خط منافسه الجمهوري جون ماكين.