فضح باراك أوباما الآتي إلى البيت الأبيض بمركبة يجرها حصان أعرج، أعلى درجات الجهل التي تتوجه رئيسا استحق ارتداء قبعة العم سام، وهو يصف إسرائيل بالمعجزة التي خرجت من "آتون" المحرقة النازية ضد اليهود في أوروبا، في محاولة مبكرة لكسب أصوات الناخب اليهودي المتوجس خيفة من مغامرات يجددها جون ماكين الوريث المهزوم لعصر جورج بوش المشؤوم. وجهل أوباما المفضوح، إعلان لولادة رئيس لم يقرأ التاريخ السياسي المعاصر بعد، ولم يعرف الشرق الأوسط إلا من خلال نشرات أخبار مقتضبة تبثها ال "سي.ان.ان"، والقدس لم تمر عليه في الحكايات الشعبية الإفريقية التي ألقتها عليه جدته في سنوات الطفولة الملوثة بجراثيم العالم الثالث، فهو لم يدرك بعد رمزيتها السماوية المدنسة باحتلال إسرائيلي بغيض. وحصانه الإسرائيلي الأعرج، شهد كبوته في أريحا، واصطدم بحاجز نصب له في مستوطنة سديروت التي أتعبتها صواريخ القسام، والممتنعة عن الانطلاق في ظل صمود الهدنة التي انتزعتها حركة حماس من عيني حكومة إيهود أولمرت، مما دعا "أوباما" إلى عقد مؤتمره الصحفي هناك دون خوف من مرور السنة نار ملتهبة في ارتفاعات منخفضة تفرض عليه قطع تصريحاته والاحتماء في المخابئ أو الملاجئ الموزعة في مساحات متقاربة، متباكيا على سقوط حفنة جنود إسرائيليين، غير آبه في المقابل بمقتل ما يقارب 400 فلسطيني في ظل حصار مطبق خنق غزة بأهلها. وجهل رئيس أمريكي ينحدر من أصول افريقية، بأبجدية السياسة التي تجاوزت منذ زمن بعيد منطق المزايدات الفارغة، يفضح خواء البرنامج السياسي الذي يحمله فوق كتف مائلة نحو الأرض، في منظر أقرب إلى السقوط المعلن قبل المواعيد الرسمية المحددة في نهايات عام 2008 الذي دخل فصله الأخير. واعتقد أوباما واهما أن القدس التي أرادها عاصمة موحدة ل "إسرائيل" دون اعتبار لحقيقتها التاريخية التي يتمسك بها الطرف العربي في صراعه القومي غير المحسوم، إنها حصانه الرابح الذي سينزل من صهوته متجها إلى الكرسي الرئاسي المتعب في المكتب البيضاوي، دون أن يدرك سر القدس التي أعادت ريتشارد قلب الأسد خائبا إلى انجلترا، وأذلت ملك فرنسا المهزوم قبل أن يحمل ولو تذكارا من كنوز الشرق التي حلم بامتلاكها، وطبعت تاريخ أوروبا بهزيمة لن ينساها التأريخ في حروب أرادوها صليبية.