أجمعت الطبقة السياسية في الجزائر على التنديد بما يتعرض له الشعب الفلسطيني المحاصر داخل غزة، معتبرة ما تقوم به إسرائيل هو جريمة ضد الإنسانية، وناشدت المجتمع الدولي التدخل العاجل للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل فك الحصار عن الشعب الفلسطيني. بالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني وعلى لسان عضو أمانة الهيئة التنفيذية المكلف بالاتصال السعيد بوحجة فإن الوضع في غزة يستدعي تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي لأن ما تقوم به إسرائيل مثلما يذهب إليه المتحدث هو جريمة حرب ضد الشعب الفلسطيني، وقال إن موقف الحزب العتيد ثابت بالنسبة للقضية الفلسطينية ويتماشى مع موقف الدولة الجزائرية الذي عبر عنه رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة، مشيرا في الوقت نفسه إلى مشاركة عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفلان منذ يومين في الملتقى الدولي حول حق العودة الذي احتضنته العاصمة السورية دمشق حيث أكد في مداخلته أمام المشاركين أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط لابد أن يمر عبر بوابة واحدة وهي إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس. ومن وجهة نظر بوحجة فإن الحل لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار جائر داخل غزة هو توحيد المواقف العربية والإسلامية وبالتنسيق مع القوى العظمى من أجل إحداث ضغط سياسي ودبلوماسي واقتصادي على الحكومة الإسرائيلية ودفعها إلى تليين موقفها الجائر وفتح المعابر لتموين الشعب الفلسطيني في غزة بالأغذية والأدوية، إلى جانب دفعها إلى الحوار بجدية من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية في إطار الشرعية الدولية. كما شدد بوحجة على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني لتشكيل جبهة ضغط داخلية تضم جميع الفصائل الفلسطينية من أجل إجهاض إستراتيجية إسرائيل التي تعتمد على تشتيت الصف الفلسطيني لخدمة مخططاتها. أما التجمع الوطني الديمقراطي وعلى لسان الناطق الرسمي باسم الحزب ميلود شرفي فقد أكد على أن موقف الأرندي هو موقف الدولة الجزائرية التي لم تتخل يوما عن التزاماتها اتجاه الشعب الفلسطيني وعن قضيته العادلة وحقه في العودة إلى وطنه والعمل على إزالة حواجز وجدران العار والتفرقة العنصرية، مبرزا دعم ومساندة التجمع الوطني الديمقراطي للأشقاء المحاصرين في غزة، ودعا المجموعة الدولية للضغط على إسرائيل لفك الحصار ووقف نزيف دماء الأبرياء، مجددا دعم الحزب لجميع المبادرات الخيرة التي تسعى إلى تحقيق السلم والسلام في المنطقة العربية والذي لن يتحقق من وجهة نظر المتحدث دون إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وضمان حق العودة لجميع اللاجئين. ومن جهته ندد حزب العمال على لسان رمضان تعزيبت بشدة بما يجري في غزة من حصار جائر هو استمرار لمعاناة شعب بأكمله عمرها 60 سنة، معتبرا أن جميع المقترحات والمبادرات التي قدمتها القوى العظمى في السنوات الماضية قد ضاعفت من معاناة الشعب الفلسطيني ولم تقدم الحل لهذه القضية، ودعا المتحدث إلى تحرك على وجه السرعة من أجل فك الحصار عن الشعب الفلسطيني ووضع حد لهذه الجريمة البشعة التي يتفرج عليها العالم في صمت.