دعا أمس سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر دافيد بيرس دول المغرب العربي وغرب إفريقيا من ضمنها الجزائر إلى عدم الإكتفاء بالتعاون الأمني في مجال محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه وتوسيعه إلى مجالات أخرى من شأنها أن تضمن فعالية أكثر في القضاء على هذه المظاهر وحماية أنظمة واقتصاديات هذه الدول المحتاجة حسبه إلى استثمار أجنبي. انتقد السفير الأمريكي في الجزائر تركيز دول شمال وغرب إفريقيا على التعاون الأمني في مجال محاربة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وتهريب الأموال وكافة أشكال الجريمة المنظمة والعابر للحدود، وقال دافيد بيرس في كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول محاربة تمويل الإرهاب بشمال وغرب إفريقيا نظمه المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب بالتعاون مع مركز الدراسات الإستراتيجية في إفريقيا""إن مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه لا تتأتى بالتعاون الأمني فقط، بل تستدعي توسيع نطاق محاربة هذه المظاهر خارج النطاق الأمني"، وقال السفير الذي باشر مهامه في الجزائر منذ حوالي ثلاثة أشهر فقط أن الجماعات الإرهابية التي تنشط في دول المغرب العربي وغرب إفريقيا تستغل مواطن الضعف وثغرات أقر بوجودها في الأنظمة المالية لهذه الدول للقيام بعمليات تحويل أموال مشبوهة وتمويل النشاطات الإرهابية عن طريق تجارة الأسلحة أو المخدرات. ودعا بيرس هذه الدول إلى تطوير أدوات وإجراءات مراقبة تحويل الأموال والعمليات المالية الشبوهة بالإضافة إلى ضبط إستراتيجية دولية متعددة الأوجه في مجال التحقيق المالي، واستعرض السفير الآليات المعمول به من طرف الإدارة الأمريكية لتحصين نظامها المالي واقتصادها بشكل عام من كافة أشكال التلاعبات المالية والمشبوهة ذات العلاقة بتغذية الإرهاب بالإضافة إلى الجرائم المالية المنظمة، وقال السفير أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قامت قبل سنوات بإنشاء وحدات خاصة بمراقبة تحويل الأموال والاستعلام المالي تمكنت بفضل آليات عمل متطورة من تجميد 140 مليون دولار، حيث دعا الدول الإفريقية المشاركة في الملتقى بما فيها الجزائر إلى الاستفادة من هذه التجربة على الرغم من اعتراف العديد من الدول الأجنبية إلى التقدم الذي حققته الجزائر في السنوات الأخيرة في مجال إعداد منظومة تشريعية وضبط آليات مكافحة الإرهاب بشكل منسجم مع القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان. وأكد سفير الولاياتالمتحدةبالجزائر دافيد بيرس أن هذا الملتقى يرمي إلى "تعزيز قدرات المنظمات الإقليمية وشبه الإقليمية بإفريقيا في مجال مكافحة الإرهاب و كذا العمل على ديمومة التعاون مع المنظمات التي تحارب الإرهاب"، وأضاف أن هذه اللقاءات تهدف إلى توسيع مجال التكوين والتعليم حول التهديدات ونقاط الضعف المتعلقة بالإرهاب و إيجاد طرق بناءة لتسييرها. واعتبر الدبلوماسي الأمريكي أنه "يجب تشجيع التنمية الاقتصادية بالبلدان الإفريقية" قصد "رفع أي غطاء سياسي على الإرهابيين" وعزل مصادر تمويلهم.