دعا الشيخ عبد الرحمان شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذين تورطوا في أعمال إرهابية إلى التوبة، مجددا دعمه لخيار المصالحة الوطنية التي اعتبرها الخيار الأمثل لتحقيق أمن واستقرار البلاد، منتقدا بعض السياسات الأجنبية التي تستعمل مفهوم الإرهاب في غير محله لضرب المقاومة. جدد رئيس جمعية العلماء المسلمين في الكلمة التي ألقاها أمس بمناسبة افتتاح المؤتمر الثالث لجمعية العلماء المسلمين موقفه الداعم لسياسة المصالحة الوطنية التي بادر بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة معتبرا إياها ضرورية لتوفير أمن الجزائر واستقرارها، كما دعا في المقابل أولئك الذين تورطوا في أعمال إرهابية إلى التوبة والعودة إلى الرشاد، مذكرا بما ورد في القرآن الكريم من وعيد لمن يزهق الأرواح البريئة. وحذر الشيخ شيبان من جهة أخرى من استغلال ذريعة الإرهاب لكتم أصوات بعض الحركات التحررية في العالم في إشارة واضحة إلى القضية الفلسطينية، وأضاف شيبان " إن بعض السياسات الأجنبية تستعمل مفهوم الإرهاب في غير محله، لضرب المقاومة وقلب الحقائق وتحريف المفاهيم، والإسلام بريء من ذلك" مثلما يؤكد المتحدث، مذكرا بمواقف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الداعم للقضية الفلسطينية وكافة قضايا التحرر في العالم. وأخذ موضوع التنصير الذي أثار جدلا واسعا خلال الأيام الأخيرة حيزا من كلمة الشيخ شيبان الذي أكد أن الإسلام يحترم الديانات الأخرى، وأن بعض الفئات من المسيحيين تستغل ظروف بعض الجزائريين الصعبة لإغرائهم هادفة من وراء ذلك إلى تقسيم المجتمع وبث الصراع في الأسرة الواحدة معلنة هجومها الصريح على معتقداتنا و شريعتنا. وفي موضوع ذي صلة، أوضح الشيخ شيبان أن جمعية العلماء المسلمين وإن كانت على اختلاف مع الزوايا والطرق لأسباب تاريخية وذاتية، إلا أنها لا تعادي التصوف الحق الملتزم بالكتاب والسنة، ذلك أن بعض الزوايا ساعدت على انتشار البدع متهما بعض أجهزة الإعلام بالترويج لها ومساعدتها على ذلك، ودعا المتحدث إلى توحيد المساعي بين الجميع لخدمة الدين الإسلامي وإعلاء كلمته. وبعد أن استعرض أهداف الجمعية والنهج الذي سارت عليه خلال السنوات الماضية، أوضح المتحدث أن توقف نشاط جمعية العلماء المسلمين مباشرة بعد الاستقلال والذي تسببت فيه عوامل سياسية ظرفية، كان وراء "الأزمة العنيفة "التي تعرضت لها الجزائر ومازالت تعاني من آثارها. وفي السياق ذاته أضاف الشيخ شيبان أن جمعية العلماء المسلمين قد عاودت النشاط، وأنها تعمل جاهدة على محاربة الآفات الاجتماعية التي يشهدها المجتمع الجزائري خاصة ما تعلق منها بالثقافة المصنعة التي باتت تتبرص بثقافتنا الأصيلة والمعاصرة. وبعد أن نوه بجهود رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي بذلها لمساعدة الجمعية، لم يغفل الشيخ شيبان دعوة الدولة إلى الاهتمام بأم الجمعيات خاصة ترميم معالمها التاريخية كمركز الجمعية في القصبة، ونادي الترقي بساحة الشهداء، مركزا على ضرورة تمكينها من الحصول على مقرات مناسبة تتسع لأعضائها وأعضاء أسرة جريدة البصائر، إلى جانب توفير التجهيزات اللازمة.