أبلغت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان بأن مصر زادت في اليومين الماضيين من مراقبتها للحدود مع قطاع غزة ورفعت التأهب على الجانب المصري من الحدود إلى درجة ملحوظة. وفسرت المصادر هذا التأهب بخشية القاهرة من تكرار عملية اقتحام أهالي قطاع غزة الحدود كما اخترقوها قبل عدة أشهر بحثاً عن المواد الأساسية المفقودة في القطاع، وأوضحت المصادر أن هذه الإجراءات تزامنت مع اشتداد الحصار على غزة وعدم قيام مصر بتجديد وساطتها بين الفصائل وإسرائيل لتمديد التهدئة التي انتهت الجمعة الماضية.وفي موازاة التشديد الأمني على الحدود، أكد شهود عيان أن قوات الأمن المصرية زادت من تعقبها لمهربي البضائع المصرية عبر الأنفاق إلى قطاع غزة. وقال شهود عيان إن المهربين يجدون صعوبة كبيرة في التواصل مع زملائهم في الجانب المصري في ظل الملاحقة والتعقب من قبل الأمن المصري الذي زاد بشكل لافت خلال الأيام القليلة الماضية، وعقب انتهاء التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل شددت تل أبيب من حصارها على قطاع غزة، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية مع وقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) خدماتها الإغاثية نتيجة نفاذ المواد التموينية من مخازنها، وتوقفت أيضاً بعض مخابز قطاع غزة نتيجة نفاذ الدقيق بنسبة 70% من القطاع، ما أدى إلى تزاحم الغزيين على المخابز المتبقية لتوفير الخبز لأسرهم. في غضون ذلك وجه رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري رسالة عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالبه فيها بالتدخل السريع لتأمين احتياجات الأونروا، وقال في رسالته إن القطاع يتعرض لإغلاق شامل ومحكم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وبات يعاني من نقص حاد في السلع والمواد الأساسية، إلى جانب الخطر الكبير على حياة 750 ألف لاجئ يعتمدون بشكل كلي على مساعدات الأونروا، وأشار الخضري في بيان له إلى نقص الأدوية والمستلزمات والمستهلكات الطبية، ما ينذر بخطير كبير على حياة المرضى، إلى جانب تواصل حجز البضائع في الموانئ الإٍسرائيلية ونقصها من السوق في غزة.