ستقدم السلطات الإسبانية خلال هذا الأسبوع على حرق أكثر من 600 جثة تعود لحراقة جزائريين، على اعتبارها قد مرت على تواجدها في خزائن حفظ الجثث بالمستشفيات الإسبانية أكثر من سنتين. وأكد مصطفى بودحان إمام بإحدى المساجد الإسبانية في الندوة الصحفية التي نشطها أمس بمقر الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن السلطات الإسبانية وتطبيقا لقوانينها قررت حرق أكثر من 600 جثة تعود لحراقة جزائريين في غضون هذا الأسبوع، وهي الجثث، مثلما أوضح الإمام، التي مر على تواجدها بخزائن حفظ الجثث بالمستشفيات الإسبانية أكثر من سنتين، كاشفا أن عدد الجزائريين المتواجدين بالسجون الإسبانية يتجاوز ال 4000 سجين. وعبر الشيخ مصطفى بودحان عن سخطه الشديد لما آل إليه وضع الشباب الجزائري داخل وخارج الوطن، داعيا السلطات الجزائرية التعجيل بالتدخل لإكرام هؤلاء الموتى قبل أن يتم حرقهم، ملفتا إلى ضرورة إكرامهم وهم أموات عملا بتعاليم ديننا الحنيف، قائلا :'' إذا أحرقت الجثث ستكون وصمة عار في جبين الجزائر''. ورسم الإمام صورة قاتمة عن وضع الحراق الجزائري بإسبانيا الذي يعيش حياة المتسول في ديار الغربة والذي تأكله أسماك في عرض البحر، سيما في السنوات الأخيرة، مذكرا أنه في الماضي كان القنصل الجزائري بلوط يمدهم بالمساعدات ويعينهم ماديا للعودة إلى ديارهم بالجزائر غير أنه مع استفحال الظاهرة لم يعد يجد الحراق من يساعده. وتابع ذات المتحدث كاشفا عن رجال أعمال جزائريين يساعدون جمعية الأيام الجزائرية المتواجدة بإسبانيا والتي تعاون الشباب الجزائري، ملاحظا أن هذا غير كاف، ولا يمكن أن يخرج الشاب الجزائري ''الحراق'' من محنته في ديار الغربة، ملحا على الجهات المعنية ضرورة الوقوف وقفة جدية عند هذه الظاهرة لأجل احتواء مشاكل الشباب والحد من الظاهرة. هذا وأعلن بشير بودلال رئيس اللجنة الوطنية لإنقاذ الشباب الجزائري، في ذات الندوة عن حملة واسعة تنطلق هذه الأيام، لجمع ما تيسر من الأموال بهدف جلب الجثث، مطالبا السلطات العمومية التحرك الفوري ومدهم بالعون حفاظا على كرامة الجزائري الميت. بدوره قال حسين زهوان رئيس رابطة حقوق الإنسان:''إن الدولة ملزمة بحماية الجزائري المتواجد خارج دياره وأن الجثة المتواجدة في إسبانيا من حقها أن تكرم من طرف الحكومة الجزائرية ''، مؤكدا بدوره عن الحملة التي ستنطلق عما قريب لجمع الأموال واسترجاع هذه الجثث، وكاشفا في ذات السياق عن التنقل على مستوى السفارة الإسبانية وطرح الإشكال.