كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الصادرة اليوم أن رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي لفني قرروا أن تسعى إسرائيل إلى التوصل لحل سياسي للحرب في قطاع غزة يتشكل من اتفاقات إقليمية ودولية لا تكون حماس طرفا فيه. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاتفاق الجديد سيكون خلافا ل"اتفاق التهدئة" الذي توصلت إليه إسرائيل في مفاوضات غير مباشرة مع حماس بوساطة مصرية. وقالت هآرتس إن أولمرت وليفني سينقلان هذه الرسالة خلال لقاءات يعقدانها اليوم مع وزراء خارجية وزعماء أوروبيين سيصلون إلى إسرائيل. وأضافت أن أولمرت وباراك وليفني اتفقوا على أنه ليس لإسرائيل مصلحة في التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد مع حماس من خلال وسيط خارجي، وذلك لأن الأمر سيمنح المنظمة شرعية دولية. وقال مصدر سياسي إسرائيلي كبير في القدس للصحيفة إن "إسرائيل ستسعى إلى تحقيق اتفاقات مع دول عربية معتدلة"، مشيرا إلى أن الأسرة الدولية بالتعاون مع السلطة الفلسطينية ومع مصر هي التي ستبادر إلى الاتفاقات وتفرضها على حماس وعندها إذا لم توافق حماس فإنها ستدفع الثمن عبر عزلها بصورة أكبر. وأوضحت هآرتس أن الاتفاق المتوقع سيشمل منع تهريب الأسلحة باتفاق مع مصر بمشاركة أميركية يعالج الأنفاق في محور فيلادفيا، وذلك لمنع إعادة تسلح حماس. وأضافت أن الاتفاق يشمل المعابر إذ تسعى إسرائيل إلى إعادة إقرار اتفاق معبر رفح منذ العام 2005 –الذي تشارك فيه السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي ومصر- إذ ستعمل قوات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومراقبون أوروبيون في المعبر، مشيرة إلى أنه إذا لم توافق حماس على الاتفاق فسيبقى المعبر مغلقا. وتابعت الصحيفة أن إسرائيل معنية بأن تبلور مع الولاياتالمتحدة وفرنسا والدول العربية "المعتدلة" قرارا من مجلس الأمن يعلن عن وقف النار في غزة ويتضمن أكبر قدر من المصالح الإسرائيلية ويدعم الاتفاقات الأخرى. وأشارت إلى أن مثل هذا القرار سيسمح لإسرائيل بأن ترد إذا ما خرقت حماس وقف النار. ومن المقرر أن يلتقي أولمرت مساء اليوم مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كما تلتقي ليفني الترويكا الأوروبية التي تضم كارل شوارزينبرغ وزير الخارجية التشيك –التي تعمل رئيسة دورية للاتحاد الأوروبي– وكذا وزيري خارجية السويد كارل بيلدت وفرنسا برنار كوشنر والمسؤولين عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وبنيتا برارو فلدنر.