بعد مرور عشرة أيام عن المحرقة الإسرائيلية وثلاثة أيام عن بداية الاجتياح البري، لا تزال غزة صامدة وتأبى الاستسلام، بل إن المقاومة قد لقنت جيش العدو دروسا في الصمود وتؤكد بأنها أسقطت ما لا يقل عن 12 جنديا إلى حد الآن، كما ذكرت قنوات التلفزة الإسرائيلية أن معارك ضارية هي الأشد منذ بدء الهجوم البري تدور على مداخل القطاع واستعانت قوات العدو بالمدفعية والطيران في تلك المعارك. أفادت تقارير إعلامية أمس أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات البرية الإسرائيلية والمقاومين الفلسطينيين على عدة محاور في قطاع غزة بينما واصل جيش الاحتلال قصفا بريا وجويا وبحريا للقطاع مما أسفر عن استشهاد 18 فلسطينيا ليرفع الحصيلة في اليوم العاشر للعدوان إلى أكثر من 540 شهيد. وتحدث التقارير الإخبارية عن اشتباكات عنيفة بين عناصر من المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية البرية التي تتقدم ببطء على خمسة محاور اثنين شمال القطاع ومثلهما في الشرق وواحد في مدينة رفح الجنوبية، كما أوضحت أن الاشتباكات في اليوم الثالث من الهجوم البري على قطاع غزة تتركز في محيط بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع، وفي محيط حي التفاح وشرق حي الزيتون شرق غزة. وأفادت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها قنصت جنديين شمال غرب بيت لاهيا، وأطلقت قذيفتي "آر بي جي" تجاه جرافتين إسرائيليتين على جبل الريس شرق جباليا، وأضافت الكتائب في بيان لها أن عناصرها اشتبكوا صباح أمس مع القوات الغازية على جبل الكاشف شرق جباليا بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وقذائف الهاون، وقالت المقاومة بغزة إن خسائر الإسرائيليين أكبر من ذلك، حيث أفاد عضو المكتب السياسي لحماس محمد نزال أن كتائب القسام تمكنت من قتل 12 ضابطا وجنديا وإصابة 48 آخرين بجروح خلال ال24 ساعة الأولى من المعركة البرية. يأتي ذلك بينما يقول جيش الاحتلال إنه بدأ المرحلة الثانية من الهجوم البري والمتمثلة بتوسيع رقعة العمليات، والتقدم تجاه المناطق المأهولة بالسكان بمناطق شمالي القطاع، وتستهدف المرحلة الجديدة "معالجة جذرية" لبنى المقاومة الفلسطينية من خلال استهداف أعضائها في معاقلهم، والبحث عن مخابئ الأسلحة ومختبرات تصنيع القذائف والاستيلاء على مزيد من محطات إطلاق الصواريخ. ويتوقع الإسرائيليون أن تكون تلك المرحلة هي الأصعب ويمكن أن يتكبدوا خلالها مزيدا من الخسائر، في ظل صعوبة تحرك الدبابات التي ستكون في مرمى عناصر المقاومة حيث اعترف الغزاة بمقتل أحد الجنود وإصابة أكثر من أربعين آخرين بجروح. ورغم الهجوم البري واصلت فصائل المقاومة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، حيث أفادت تقارير بالجانب الإسرائيلي أن المقاومة أطلقت اليوم 25 صاروخا وصل بعضها إلى مواقع شمالي أسدود لأول مرة وسقطت أربعة على بلدة سديروت. وفي وقت سابق سقطت صواريخ المقاومة على أهداف إسرائيلية حيث استهدف القصف لأول مرة قاعدة تسليم العسكرية - وهي أكبر قاعدة برية جنوبي إسرائيل- ومدينة أسدود وقاعدة زيكيم العسكرية ومستوطنة سديروت. في غضون ذلك واصل جيش الاحتلال أمس قصف غزة برا وبحرا وجوا حيث أسفر ذلك عن استشهاد 18 فلسطينيا، ليرتفع عدد شهداء العدوان الذي انطلق قبل عشرة أيام إلى ما يزيد عن 540 شهيد كما فاق عدد الجرحى 2500. وقد أسفر قصف بيت كان يؤوي مجلس عزاء في بيت حانون عن استشهاد أربعة أشخاص وإصابة أربعين آخرين، في حين أسفر قصف سابق لبيت في مخيم الشاطئ عن استشهاد عائلة بأكملها مكونة من أب وأم وخمسة أطفال، وكان مصدر القصف زورق، حيث تم انتشال جثث ثلاثة أطفال من تحت الأنقاض في حي الزيتون بينما استشهد طفلان آخران متأثرين بجروحهما. كما استهدفت إحدى الغارات الإسرائيلية مركز الرعاية الصحية غرب مدينة غزة، واستهدفت غارتان أخريان كلا من مسجد عمر بن عبد العزيز قرب بلدة بيت حانون وسوق الفالوجا في مخيم جباليا شمال القطاع.