دعت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال السلطات العليا في البلاد إلى فتح المجال أمام المسيرات الشعبية السلمية من أجل نقل تضامن الشعب الجزائر مع الفلسطينيين المضطهدين بغزة، وذلك على غرار ما حدث في أغلب دول العالم بما فيها الدول الامبريالية التي شهدت مظاهرات حاشدة تندد بالعدوان الإسرائيلي، كما أكدت حنون أن الحزب قرر تنظيم اعتصام وطني اليوم بقلب العاصمة الجزائرية في انتظار أن يحصل على ترخيص لإقامة مسيرة حاشدة. لم تتردد حنون خلال الندوة الصحفية التي نشطتها أمس بمقر حزبها حول الوضع في غزة في التأكيد على أهمية تمكين الجماهير الشعبية وبالخصوص في الجزائر من التعبير عن مواقفها المناهضة لعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أوضحت بأن الوضع الأمني لا يعد مبررا كافيا لمنع المسيرات السلمية التي باتت مطلبا شعبيا أكثر منه سياسي. حنون قالت في مداخلتها إن ما يتعرض له أهالي غزة حرب إبادة جماعية و محرقة من خلال القصف المتواصل و الحصار والتجويع، مضيفة أن عدد ضحايا هذا العدوان في يومه الحادي عشر أكثر من عدد ضحايا الانتفاضة الفلسطينية التي دامت لسنوات. ولم تستبعد أن يكون لهذا العدوان "علاقة بالأزمة الاقتصادية العالمية"، مشيرة إلى أن الخبراء يتوقعون أن تزداد هذه الأزمة سوءا في عام 2009" لتضيف أن النظام الرأسمالي "في انسداد غير مسبوق وهم من خلال هذا العدوان يظنون أنهم سينعشون الاقتصاد العالمي مجددا لاسيما بيع الأسلحة". وفي سياق حديثها عن جرائم الكيان الصهيوني أسقطت حنون وابلا من الانتقادات على إسرائيل التي قالت عنها إنه من غير المقبول أن تؤيد إدارة بوش ما تقوم به هذه الدولة الصهيونية، ومن غير المعقول أن تخرق إسرائيل الهدنة الموقعة مع حماس وتتهم هذه الأخيرة بالاعتداء عليها لتبرر عدوانها الهمجي الذي كال الأبرياء. وترى حنون أن الموقف الرسمي الجزائري "بحاجة لتعبئة شعبية أكبر" لدعم هذا الموقف من خلال تنظيم مسيرات شعبية في مختلف ولايات الوطن، و أكدت في هذا الصدد أن حزبها أودع طلب لدى مصالح ولاية الجزائر لتنظيم اعتصاما اليوم بساحة الشهداء ابتداء من الساعة الحادية عشر صباحا للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما دعت الدولة الجزائرية إلى تجميد عقد الشراكة مع الإتحاد الأوروبي وتجميد عضويتها في الإتحاد من أجل المتوسط كاحتجاج على هذا العدوان الهمجي على إخواننا في فلسطين. وبالمقابل انتقدت المسؤولة الأولى عن حزب العمال ما أسمته بجمود المجلس العشبي الوطني الذي عجز حتى عن فتح نقاش عام حول ما يحدث بغزة، الأمر الذي حال في رأيها دون إفساح المجال أمام نواب الشعب من اجل التعبير عن أفكارهم والإدلاء بمقترحاتهم حول القضية.