أبدت الجزائر، أمس، ارتياحها لتعيين كريستوفر روس مبعوثا خاصا للامين العام الأممي بان كي مون في الصحراء الغربية، وسجلت السلطات الجزائرية ب"اهتمام بالغ" القرار الأممي، مشيدة بخصال الدبلوماسي الأمريكي الإنسانية ومهنيته العالية. أوضح وزارة الشؤون الخارجية أن الجزائر تحرص على التعبير عن "ارتياحها" لاختيار السفير روس الذي "تميز طوال مشواره بخصال إنسانية و مهنية عالية". و اعتبرت الوزارة أن خبرة و حنكة الرجل كمفاوض تؤهله إلى الاضطلاع بمهمة تقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع الصحراوي الذي يدخل عامه ال33 التي عهد بها إليه الأمين العام الأممي، مؤكدة أن الجزائر على استعداد تام للتعاون معه و مرافقته في جهوده الرامية إلى تطبيق اللوائح السديدة لمجلس الأمن حول الصحراء الغربية والتي تدعو الطرفين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو إلى انتهاج مفاوضات مباشرة تحت مظلة الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي يقبله الطرفان و يسمح لشعب الصحراء الغربية بممارسة حقه في تقرير المصير. وقال البيان إن "الجزائر تبقى على قناعة بأن السفير روس سيسخر كفاءاته وجهوده في خدمة البحث عن تسوية تتطابق مع الشرعية الدولية و أنه سيحظى في إطار جهوده بالتعاون التام و الكامل للطرفين". وتجدر الإشارة هنا إلى أن كريستوفر روس الذي عمل في وقت سابق كسفير في الجزائر وسوريا خلف الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم الذي انتهت مهمته بصفة رسمية يوم 21 أوت الفارط ولم تجدد الثقة فيه بسبب إقدامه على الإدلاء بتصريحات منحازة للطرف المغربي واعتبار استقلال الصحراء الغربية التي تطرحه جبهة البوليساريو خيار إلى جانب خيار الإدماج والحكم الذاتي، غير واقعي وهو ما أدى من ناحية أخرى إلى عرقلة المفاوضات المباشرة التي بدأها الطرفان في جوان 2007 وتوقفت في جولتها الرابعة شهر مارس الفارط. وكانت مصادر صحراوية أكدت ل"صوت الأحرار" أن المملكة المغربية رفضت في بادئ الأمر تعيين كريستوفر روس خلفا لفالسوم من خلال بذل المغرب جهود وتحركات مارطونية بسبب تمثيل روس الدبلوماسية الأمريكية في الجزائر في فترة سابقة، معتقدا أن الجزائر المدعمة لحق تقرير مصير الصحراويين ستؤثر على مواقفه من الصراع الصحراوي بشكل أو بآخر.