بدأت معالم الفرسان التي تخوض غمار رئاسيات 2009 تتضح. فمن أصل 18 من الذين سحبوا استمارات الترشح ، يبدو عسيرا على معظمهم اجتياز الحاجز الأول، وهو جمع التوقيعات : 75 ألف توقيع من 25 ولاية على الأقل من قبل المواطنين، أو 600 توقيع من قبل المنتخبين. الفارس الأول لم يعلن نية الترشح لحد الآن، وهو عبد العزيز بوتفليقة، لكن المحللين يعتقدون أن إقدامه على تعديل الدستور يعد أكثر من " نية حسنة " عن رغبته الأكيدة في خوص الإستحقاق الرئاسي القادم. وبدون شك فإن هذا الفارس لن تعترضه أي صعوبة في اجتياز الحواجز. خاصة لأنه مدعم بثلاثة أحزاب كبرى ، والعديد من أهم منظمات المجتمع المدني، لذلك يبدو أنه الفارس الأوفر حظا في الفوز، لذلك وصفت عدة شخصيات رئاسيات 2009 ب " المغلقة ". أما المترشحون الآخرون الذين يحتمل نجاحهم في اجتياز حواجز التوقيعات، فهناك السيدة لويزة حنون رئيسة حزب العمال. هذا الحزب الذي ولد صغيرا، وكانت مبادئه تبدو غريبة عن المجتمع، تمكن من شق طريقه وانتزع مكانته في الحقل السياسي عن جدارة واستحقاق بفضل المواقف التي اتخذها منذ نشأته إلى اليوم، خاصة تلك التي جعلته يتخندق مع المجتمع مع العمال مع الفقراء والكادحين، وتلك التي جعلته يدافع عن حق الإسلاميين في ممارسة النشاط السياسي، أو تلك المدافعة عن السلم والمصالحة والمعادية بتطرف لسياسة الكل أمني التي انتهجها النظام الجزائري منذ 92 إلى غاية 2000. لذلك ليس صعبا عليها جمع التوقيعات، بل إن تجربتها في رئاسيات 2004 بينت أنها امرأة قادرة على ذلك. كما أظهرت مستوى أخلاق مرتفع في الفعل السياسي حيث لم تجرّح في أحد من المتنافسين. لذلك قال بوتفليقة عقب فوزه مباشرة : " لقد تشرفت بمنافسة السيدة لويزة حنون " . ومن بين المترشحين الآخرين ، أعلن رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي بوضوح أنه تمكن من جمع نحو 96 ألف توقيع من قبل المواطنين، و600 توقيع من قبل المنتخبين. وموسى تواتي أصبح مرشحا فعليا للإنتخابات الرئاسية القادمة منذ ظهور نتائج الإنتخابات التشريعية في ماي 2007 ثم المحليات في نوفمبر من السنة نفسها، بفعل النفوذ الذي بدأ حزبه يكتسبه في أوساط الفئات الشابة تحديدا، وبفعل توجه سياسي يستقطب أبرز الشخصيات التي يمكنها حصد نتائج حسنة في أي انتخابات عامة. لحد الآن هناك ثلاثة أسماء سوف تنشط بشكل يكاد يكون رسميا الإستحقاق الرئاسي القادم. وليس من حقنا ككتاب أو صحفيين أن نسمي من تمكن من جمع التوقيعات من قبل المواطنين أو من قبل المنتخبين أرنبا ، إنه فارس بإمكانه أن يصبح القاضي الأول في البلاد.