أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية، توفير كل الظروف التي من شأنها تسهيل عودة الأساتذة المقيمين بالخارج للتدريس بالجامعات الجزائرية، مع مراعاة سنوات الاقدمية التي قضاها الأستاذ خارج الوطن وضمان حقوقه المهنية كاملة وإعطائه كل الامتيازات التي كانت لديه، معلنا ان وزارته تسعى إلى تنصيب لجنة وطنية للتنسيق ما بين جامعات العالم والجامعات الجزائرية. شرح وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية، أهم الشروط التي وضعها القانون الخاص بالأستاذ الجامعي والخاصة بتسهيل عودة الأساتذة الجزائريين المقيمين بالخارج للتدريس في الجامعات الجزائرية، مؤكدا توفيره كل الظروف الملائمة لتشجيعهم على العودة، وذلك من خلال استحداث مديرية عامة للبحث العلمي تتجلى مهامها في الاتصال بالنخبة الوطنية الموجودة بالخارج لتسهيل عودتها، والتي تعطى فيها الأولية لسنوات الاقدمية التي قضاها الأستاذ خارج الوطن مع ضمان حقوقه المهنية كاملة، إلى جانب إعطائه كل الامتيازات التي كانت لديه. وبموجب ذلك تسعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى تنصيب لجنة وطنية توكل لها مهمة التنسيق ما بين جامعات العالم والجامعات الجزائرية، وذلك بغرض إشراك الباحثين الجزائريين بالخارج في مجال البحوث خاصة منها المخبرية، والذين أرجع حراوبية الفضل لهم في فتح بعض المعاهد المختصة بالبحوث في جميع المجالات بالجامعات الجزائرية، كما أكد إمكانية مشاركة الأساتذة الجامعيين الجزائريين الموجودين بالخارج "ولو عن بعد"، في تنمية الأبحاث العلمية بالجامعات. وخلال ندوة صحفية عقدها عقب زيارة تفقدية للمنشآت التابعة لقطاعه بولاية معسكر، أوضح حراوبية أن اعتماد نظام التدريس " الآل آم دي" بالجامعات الجزائرية قد تم من أجل مسايرة التطور الدولي، وذلك من خلال توفير كل الإمكانيات التكنولوجية الحديثة لتكوين الطالب الجامعي أحسن تكوين، وذلك على عكس النظام القديم الذي كان فيه الطالب يتخرج من الجامعة بشهادة، وكان يحتاج إلى فترة تكوينية ميدانية لتأهيله وإدماجه في المسيرة التنموية، مشير ا إلى أن النظام يوفر للطالب اليوم "تكوينا متكاملا يؤهله مباشرة بعد تخرجه من الجامعة". وعلى صعيد آخر وخلال زيارته للقطبين الجامعيين لجامعة معسكر، أبدى المسؤول الأول عن القطاع تفاؤله لما تم إنجازه من هياكل خاصة بالطلبة سواء ما تعلق منها بالهياكل البيداغوجية أو الإيواء للطلبة، معتبرا ما تم انجازه على مستوى الجامعة "تجسيدا ميدانيا في جميع المستويات سواء تعلق الأمر بالهياكل أو البحث العلمي الذي توصل إليه الأساتذة الجامعيون لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة"، كما عاين الوزير مشروع انجاز إقامة جامعية جديدة تسع لإلفي سرير بالقطب الجديد رصد لها مبلغ يفوق ال249مليون دج، والتي من المنتظر أن تكون جاهزة مع الدخول الجامعي 2009-2010، حيث رأى حراوبية ان ولاية معسكر وبالنظر للانجازات التي تتم على مستواها "تكون في منأى عن الاكتظاظ سواء تعلق الأمر بالاقامات الجامعية أو الهياكل البيداغوجية". وفي سياق تفقده للأشغال التي تتم على مستوى القطاع في بعض ولايات الوطن، أبرز رشيد حراوبية أن القطاع يتوجه نحو إنشاء أقطاب امتياز جامعية على مستوى عديد الجامعات تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية لكل منطقة وتستقبل الطلبة الراغبين بالالتحاق بها من مختلف أرجاء الوطن، حيث أوضح خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى ولاية سعيدة بأن ذلك سيكون بالارتكاز على نظام " الآل.آم. دي " الذي يستجيب للمحيط الاجتماعي والاقتصادي ويوفر إطارات ذات كفاءة عالية على حد تعبيره، مؤكدا تحقيق قطاعه لما أسماه "قفزة نوعية في مختلف المجالات سواء تعلق الأمر بإنجاز منشآت بيداغوجية أو مرافق تعنى بإسكان الطلبة فضلا عن التجهيزات الحديثة ورفع مستوى التأطير في الجامعات الجزائرية". وفي ذات الصدد، أشار الوزير إلى أن القطاع يجني الآن "ثمار البرنامج الخماسي الذي سطره رئيس الجمهورية"، وذلك من منطلق كونه يستطيع مواكبة العدد المضطرد للطلبة الجدد على المستوى الوطني مع توفير كل مستلزمات التحصيل والبحث العلميين في ظروف جيدة، مؤكدا على هامش الحفل الذي أقيم بمناسبة ترقية المركز الجامعي لسعيدة مؤخرا من قبل رئيس الجمهورية إلى مصاف الجامعات، أن هذه الترقية تمت وفق مقاييس محددة استوفاها هذا المركز استنادا على ما تقدم ذكره من سعة في المرافق البيداغوجية وكذا المنشآت والتجهيزات الحديثة فضلا على مستوى التأطير الجامعي العالي. من جهة أخرى، قام حراوبية بتفقد الورشات الخاصة بإنجاز قطب جامعي جديد يتربع على مساحة 30 هكتارا، والذي يندرج في إطار برنامج الهضاب العليا الذي خصص لإنجازه غلاف مالي إجمالي يناهز 5 ملايير دينار جزائري، حيث أكد مدير السكن والتجهيزات العمومية أنه سيسمح هذا القطب الجامعي حال انجازه بتوفير منشآت تتسع ل 5500 مقعد بيداغوجي وكذا إقامات جامعية تستوعب 4000 سرير، فضلا على انجاز مكتبة ومطعم مركزيين ومقر لعمادة الجامعة وآخر لديوان الخدمات الجامعية، وقد شدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي أمام مسؤولي المؤسسة الصينية المكلفة بالإنجاز، على ضرورة انتهاء الأشغال بهذا القطب الجامعي قبل شهر جوان المقبل تحسبا للدخول الجامعي 2009 – 2010، مع العلم أن نسبة الأشغال به حاليا تتراوح بين 75 و80 بالمائة.