دافع سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالجزائر عن الإنجازات التي حققتها طهران بعد 30 عاما من قيام الثورة الإسلامية والتي وصلت إلى حد إطلاق قمر صناعي في الأيام الأخيرة، واعتبر أن ما يزعج القوى الغربية هو أن إيران بلد إسلامي أصبح له ثقله، وقال إن بلاده لن تتفاوض مع الإدارة الأمريكية إلا على أساس المساواة، واصفا النصر الذي حققته المقاومة في غزة بمثابة درس لا بد على الحكام العرب أن يستخلصوه عبره. قال حسين عبدي أبيانه في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمناسبة مرور 30 سنة عن قيام الثورة الإسلامية، إن ما يخيف القوى الغربية حاليا هي النتائج التي حققتها إيران بعد 29 عاما من الحصار الاقتصادي، حيث شبّه ثورة 1779 ب "ميلاد طفل أصبح اليوم في عمره ثلاثون عاما، هذا الطفل لا يحبه الدكتاتوريون لأنهم اليوم صدموا به وقد تمكن من إطلاق قمر صناعي.."، وضرب موعدا هذا الثلاثاء ليؤكد الإيرانيون مدى تعلقهم الدائم بالثورة ويكون العالم شاهدا على الملايين الذين سيخرجون إلى الشوارع لإحياء المناسبة. وقد أفرد السفير الإيراني جانبا كبيرا من حديثه للخوض في العدوان الأخير على غزة والاتهامات التي وجهت إلى إيران على أنها تدعم حماس بعد أن اتهمت من قبل بدعم حزب الله في حرب ال 33 يوما في العام 2006، حيث قال أبيانه إن الحرب على غزة كانت قاسية وساهم فيها عدد من القادة العرب، ووصف العدوان ب "المكيدة" التي دبرت لتجريد حماس من السلطة بعد حصار دام 18 شهرا، وتبع هذه الجريمة العدوان الأخير، حيث وصف إسرائيل ب "الذبابة" التي يجب محاكمة حكامها وعلى رأسهم ناتانياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية. واستغرب حسين عبدي أبيانه الاتهامات التي وجهت إلى بلادها قائلا: "إن الغرب تذرّع بأننا دعّمنا حزب الله الشيعي في 2006 والآن يقولون إننا دعّمنا حركة حماس السنية بالأسلحة وهي تحت الحصار وكل هذا ليس حقيقة"، والمراد بحسب السفير من خلال هذه الاتهامات هو "تفرقة المسلمين إلى سنة وشيعة"، كما أنه لم يتوان في التأكيد بأن حماس حققت نصرا على إسرائيل عجزت عنه حتى الدول العربية، بل أجزم أن المقاومة ألحقت ضربة موجعة للآلة العسكرية الصهيونية ولقنتها درسا، مخاطبا الحكام العرب "أتمنى أن تستفيقوا وتعملوا مع شعوبكم لإرساء السلم في المنطقة ضد اللاعدالة". وبالمناسبة حرص السفير أبيانه على التأكيد بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على مبدأ الدين الإسلامي والسلم، مؤكدا أنها تمثل صوت كل البلدان النامية والإسلامية على السواء باعتبارها أصبحت تمثل ثقلا كبيرا إلى درجة أن أبيانه قال بأن بلاده باتت تمثل محورا أساسيا في السياسة الأمريكية خلال كل موعد انتخابي. وعلى هذا الأساس حاول السفير أبيانه تقييم حصيلة المنجزات التي حققتها إيران منذ قيام الثورة الإسلامية، وبدأ عرضه بالتأكيد أن الحصار الذي فرضته القوى الغربية الكبرى لثلاث عقود "كان فرصة لنا لحل مشاكلنا بأنفسنا"، دون أن يغفل الإشارة إلى أن الملف النووي الإيراني تم تسييسه من طرف الإدارة الأمريكية للضغط على بلاده، لافتا إلى أن طهران ليس لديها ما تخفيه في هذا الملف. وذكر سفير إيران بالجزائر أن إقدام الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما على غلق معتقل غوانتانامو وإعطائه في المقابل أوامر باعتقال كل ما يهدّد واشنطن يفتح الباب أمام معتقلات أكثر خطورة من غوانتانامو، والمطلوب من الإدارة الأمريكية تغيير "سياسة غوانتانامو" التي تمارسها من منطلق السيطرة، وهذا ما اعتبره خطأ كبيرا لا يمكن أن تتعامل معه إيران ولا تقبل فتح النقاش مع الإدارة الجديدة إلا من منطلق الندية والمساواة.