رافع الدكتور إبراهيم عباس المدير العام للآثار والتاريخ بوزارة المجاهدين لصالح كتابة حقيقة لتاريخ الثورة التحريرية واعتبر ذلك وسيلة من الوسائل التي من شأنها أن تحفظ ذكرى شهداء الجزائر الذين قدموا أنفسهم قربانا من أجل أن تحيا الجزائر. خلال الوقفة التي نظمتها محافظة حزب جبهة التحرير الوطني بالدار البيضاء ببلدية البرج البحري أول أمس احتفالا باليوم الوطني للشهيد المصادف ل 18 فيفري من كل سنة، أكد إبراهيم عباس في مداخلته التي ألقاها أمام مناضلي الحزب وجمهور غفير من سكان المنطقة أن الجزائر قدمت عديد من الشهداء طيلة 132 سنة، مشيرا إلى حرب التحرير التي دامت أكثر من سبع سنوات سقط فيها أبناء هذا الوطن وقدموا أرواحهم الطاهرة عربون وفاء ومحبة. وأمام هذه التضحيات يقول المحاضر "لا يسعنا إلا أن نحافظ على ذكراهم الخالدة عن طريق تدوين التاريخ، لأن ثورتنا ليست كباقي الثورات، الجزائر كانت لها ثورة عملاقة تتطلب مجهودات جبارة لتخليدها وترسيخها في أذهان الأجيال القادمة". وتساءل الدكتور إبراهيم عباس عن الطريقة الأكثر فعالية التي يمكنها أن تساهم في صياغة بطولات شهداء الجزائر، ليؤكد بأنه من الصعب التخلي عن الذاتية في سرد المادة التاريخية لا سيما مون طرف المجاهدين الذين عايشوا تلك الفترة، ومن هذا المنطلق دعا على استغلال شهادتهم والاعتماد عليها في صياغة تاريخ الثورة التحريرية. وفي سياق متصل اعتبر الدكتور عباس أن التاريخ مسؤولية الجميع لأن الصمت في رأيه لا ينفع وستحاسبنا الأجيال القادمة على تفاصيل هذه الثورة العريقة، فمن واجبنا أن نكتب تاريخا خالي من كل تزييف وتحريف. كما حذر المتحدث من الصعوبات التي ستواجه المؤرخين في صياغة تاريخ الثورة كلما تقدم الوقت، في وقت دعا فيه إلى ضرورة الاهتمام بالمجاهدين الذين يعدون مصدر لهذه المادة التاريخية. وبالمقابل انتقد الدكتور كل المحاولات الرامية إلى طمس تاريخ الثورة التحريرية وأكد أن قراءة الماضي هو تحصين للذات الوطنية ومن هنا طالب بضرورة العمل على انجاز كتابة جدية للتاريخ تزرع في الأجيال القادمة روح الوطنية وتنوب عن كل أولئك الذين قدموا أرواحهم قربانا من أجل الجزائر، كما لا يجب أن تقتصر صيانة التاريخ على الكتابة فقط وإنما عن طريق تجسيد ملاحم هؤلاء الرجال في كل شبر من هذه الأرض. من جهته اعتبر أمين محافظة الأفلان بالدار البيضاء عيسى خلاف أن هذا اللقاء يدخل في إطار برنامج المحافظة القائم على إحياء كل المناسبات الوطنية، ويشار إلى أن المحافظة وزعت هدايا على أرامل الشهداء وأبناء الشهداء بهذه المناسبة في جو احتفالي مفعم بروح الوطنية.