اعتبرت فصائل فلسطينية تشكيل حكومة جديدة من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئاسة سلام فياض في الضفة الغربية عرقلة للحوار الداخلي ومحاولة لتأزيم الواقع الفلسطيني الصعب. وقال قياديون في الفصائل في أحاديث منفصلة للجزيرة نت: إن إعلان الحكومة غير صائب، وجاء بتوقيت صعب حيث يمر الحوار الفلسطيني في مرحلة حساسة ومهمة، لكنهم جددوا التأكيد على ضرورة إنهاء الانقسام وتجنيب الشعب الفلسطيني المزيد من المصاعب والمشاكل. وقال القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل رضوان: إن إعلان الحكومة غير شرعي وغير قانوني، ويمثل ضربة قاصمة وقاسية لكل الجهود الرامية لإنهاء الانقسام والتوصل إلى تحقيق وحدة وطنية فلسطينية. واعتبر رضوان الإعلان بمثابة نسف لجهود الحوار والمصالحة وخضوع للابتزاز والضغوط الأمريكية الساعية لعدم تحقيق المصالحة الداخلية، موضحاً أن التوقيت يعكس حقيقة رفض السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس للحوار ومحاولته نسفه وإجهاضه. وأوضح رضوان أن الإعلان سيلقي بظلال سلبية على أجواء الحوار الوطني، مبيناً أنه إعلان عملي من قبل السلطة في رام الله لفشل الحوار الوطني قبل إنهاء المتحاورين المناقشات وجولات الحوار. ورأى رضوان أن مقاطعة فتح للحكومة الجديدة تعكس مدى الأزمة التي تعيشها الحركة والخلافات الداخلية فيها، ومحاولة الرئيس عباس خطف حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) باتجاه المشاريع الأمريكية والتساوق مع مشاريع الاحتلال الصهيوني. ومن جهته، شدد مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة رباح مهنا على أن الإعلان عن حكومة فياض محاولة لعرقلة الحوار الوطني المتعثر أصلا، معتبراً أن توقيت الإعلان خاطئ وسيئ. وقال مهنا: نحن رفضنا المشاركة في هذه الحكومة لسببين أساسيين الأول أننا نرى في الحكومة عائقا للحوار والثاني أن برنامج عمل الحكومة ضار بالشعب الفلسطيني وهو يعتمد على مشروع خطة خارطة الطريق السيئة السمعة. ويعتقد مهنا أن مقاطعة فتح للحكومة الجديدة تنبع من رغبة الحركة في إنهاء الانقسام والعودة إلى الوحدة الداخلية، آملاً أن ينجح الحوار الفلسطيني بشكل ينهي الانقسام ويعيد الوحدة إلى شطريْ الوطن. وبدوره أكد القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أن تشكيل الحكومة خطوة ستعوق الحوار، وهي مرفوضة في هذا التوقيت الذي يسعى فيه قياديون من حماس وفتح لإنهاء الانقسام في جولات الحوار بالقاهرة. وقال البطش: إنه من الأفضل للسلطة الفلسطينية أن تدفع باتجاه إنجاح الحوار لا أن تشكل حكومة جديدة، مؤكداً أن المطلوب فلسطينياً هو إنهاء الانقسام وسرعة تشكيل حكومة توافق فلسطينية لا تكرس الانقسام بل تنهيه. أما القيادي في فتح أشرف جمعة فقال في تصريحات صحفية: إن حركته قررت مقاطعة حكومة فياض. ولن تدعمها ولن تمنحها الثقة لأن تشكيلها بهذه الطريقة غير قانوني. وقال جمعة: إنا اعتراض فتح يأتي على الطريقة التي شكلت بها الحكومة، وإنه لم يتم التشاور مع القيادات في الحركة بخصوص التشكيل الوزاري الجديد. وبدوره أكد حزب الشعب الفلسطيني رفضه المشاركة في الحكومة الجديدة بأي صيغة من الصيغ، داعيا إلى عقد جلسة طارئة للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأكد القيادي في الحزب فهمي شاهين أن قضية تشكيل الحكومة الجديدة، ليست ضمن أولويات الحزب في الوقت الراهن، بل الاتفاق على إستراتيجية فلسطينية شاملة تنهي حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني.