ينتظر أن يرسم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي سيعلن اليوم عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، ملامح خطابه الانتخابي الذي سيتوجه به للمواطنين خلال حملته الانتخابية، بحيث ستكون المصالحة الوطنية ورهان استكمال مسار التنمية الشاملة وكذا الشباب بمثابة ركائز هذا الخطاب الذي يراهن عليه الرئيس والقائمون على إدارة حملته من أجل معالجة هاجس العزوف الانتخابي، وتحقيق فوز كاسح على فرسان المنافسة. وسيخصص الرئيس بوتفيلقة هذه المرة حيزا واسعا لخطاب المصالحة والشباب، هذا الأخير الذي سيكون العنصر الرئيسي في إستراتيجية حملته الانتخابية، هذا إضافة إلى التركيز على منجزات العهدتين السابقتين خصوصا في المجال الاقتصادي والفلاحي. وحسب الكثير من المتتبعين فإن خطاب بوتفليقة اليوم في القاعة البيضاوية سيكون بمثابة الأرضية التي سينطلق منها مؤيدوه ومناصروه وفي مقدمتهم أحزاب التحالف الرئاسي والمنظمات الجماهيرية في الحملة الانتخابية، حيث سيركز بوتفليقة على منجزاته خلال العهدتين التين قضاهما على رأس قصر المرادية، وما تمكن من تحقيقه في إطار برنامجه الذي تقدم به للجزائريين خلال سنة 1999 و2004 والذي شكل موضوع الوئام المدني والسلم والمصالحة والوطنية المحور الرئيسي له. وسيكون خطاب الحملة هذه المرة ذو رهانين، الأول يتعلق بخطاب من أجل إقناع الناخب ببرنامج الرئيس، أما الثاني فسيكون موجها لضمان مشاركة كبيرة وواسعة تفاديا لهاجس العزوف الحاصل خلال المحليات الأخيرة، وهو الرهان الأكبر هذه المرة للقائمين على حملة بوتفليقة، على أساس أن منافسي الرئيس يوم 9 أفريل المقبل ليسوا من العيار الثقيل ما يجعل فرصه في الظفر بفوز كاسح شبه مؤكدة. ومهما يكن فإن أنصار بوتفليقة يصرون على التأكيد على أن للرئاسيات طابعا آخر، ونكهة خاصة تجعل الجزم بأن ما حصل في محليات 29 نوفمبر 2007 من عزوف سيتكرر في رئاسيات 9 أفريل المقبل أمر غير صحيح يفنده الواقع، ويؤكدون على قدرتهم وقدرة مرشحهم في رفع النسبة إلى أكثر من 50 بالمئة ، وهو ما صرح به عبد العزيز بلخادم خلال قمة التحالف الرئاسي أول أمس، أين أكد على أن نسبة المشاركة ستكون كبيرة مثل ما حصل في 2004 وستفوق 50 بالمئة، رغم دعاوي المقاطعة التي أطلقتها بعض الأحزاب والشخصيات السياسية، بينما حرص شريكه في التحالف أحمد أويحيى على وصف الداعين للمقاطعة بأنهم ''لا يريدون الخير للجزائر'' في صورة توحي بأنهم يعتبرون هذه الدعاوي ''مجرد صيحة في واد".