دعا رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني جميع الحركات السياسية والحزبية إلى ضرورة رص صفوفها ولم الشمل والعمل على التحاور والتشاور في القضايا السياسية الراهنة، مشيرا إلى ضرورة إنهاء الخلافات الداخلية بين القياديين التي تجاوزها الزمن والتفرغ إلى الانشغالات الوطنية ذات الأهمية الكبرى التي تخص الرأي العام. خلال تأبينية الراحل القيادي في حركة النهضة مصطفى بوقرة، بحضور عائلة الفقيد وكذا مختلف القاديين في الحركة، أكد أمينها العام فاتح ربيعي "أن هذا المقام لم يأتي لنزكي فيه المرحوم بل أردنا منه أن نذكر بخصاله وصدقه وتفانيه في خدمة قضايا الأمة، والدفاع عن مقومات الشعب وقيمه الحضارية والعربية لمن لا يعرفها"، حيث ذكر بأهم مواقفه الدعوية والسياسة خلال مسيرته النضالية في الحركة ، مشيرا إلى أنه كان من السباقين إلى الدعوة لتأسيس حزب سياسي مع بروز معالم التفتح على النظام التعددي الديمقراطي. وفيما يتعلق بمواقفه الدعوية، أشار فاتح الربيعي إلى الانخراط المبكر لمصطفى بوقرة في الدفاع عن اللغة العربية وهوية الجزائريين، ذلك من خلال قيادته لحركة التعريب ومواجهته للمد الفرنكفوني المتطرف، مضيفا إلى أن المرحوم كان متفاعلا مع الصحوة الإسلامية التي عمت ربوع الأمة الإسلامية، كما كان له موقفا واضحا اتجاه الشيوعيين في استغلالهم عمليات التطوع لخدمة أفكارهم، حيث نظم تطوعه الموازي الشهير والذي اسماه "التطوع الشامل والكامل المفتوح". وبخصوص مواقفه السياسية، أكد فاتح ربيعي أن مصطفى بوقرة ومع إقرار التعددية الحزبية كان من مؤسسي الحركة وواحدا ممن صاغوا قانونها الأساسي ووثائقها الأساسية، مضيفا بأنه كان متشبعا بثقافة سياسية جعلت منه شخصية متكاملة ومدركة للواقع، حيث كان حسبه نفس المتحدث رجل قانون ممزوج بنظرة شرعية ساهم من خلالها وبفعالية في الدفاع عن القضايا العادلة في العالم، وإخراج الجزائر من أزمتها بترسيخ فكرة المصالحة الوطنية طلبا لحقن دماء الجزائريين وتمكينا لدولة قوية تحقق الأمن والإقلاع الاقتصادي، كما ذكر أن الراحل الذي فقدته الحركة مات على حرقة أمرين في حرصه على لم الشمل وتوحيد كلمة الحركة بقوله"واصلوا مسعاكم"، أما الثاني فهو تفاعله مع القضية الفلسطينية بإنشاء صندوق خاص بدعم القضية الفلسطينية. ومن جهته، أكد ابوجرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم أن الساحة السياسية قد فقد احد أهم وابرز رجالها، الذين كانوا يدافعون على مقومات الأمة وساهموا في الصحوة الإسلامية، قائلا " نذكر رجالنا إلا حينما يمضون"، كما أضاف أن مصطفى بوقرة هو احد من القلائل الذين اكتشفوا البنية القارية والتربوية للمجتمع وكذا التفريق بين الإيديولوجية واللغة، إلى جانب أن المرحوم كان من بين الأشخاص الذين دعوا إلى التعاون فيما بين الحركات السياسية والجمعوية عن طريق التحاور والتشاور في القضايا العامة، حيث دعا سلطاني في هذا الصدد إلى ضرورة الحذو على منهاج الراحل في رص صفوف الحركات الحزبية والسياسية ولم شملها، مشيرا إلى ضرورة إنهاء الخلافات الداخلية بين القياديين التي تجاوزها الزمن والتفرغ إلى الانشغالات الوطنية ذات الأهمية الكبرى التي تخص الرأي العام. وفي الأخير ، قام قياديو حركة النهضة بتقديم شهادات شرفية لعائلة المرحوم تعبيرا عن مواقفه الشجاعة في بناء جزائر العزة والكرامة، كما وقف الحاضرون وقفة إجلال وترحم على روح الفقيد الطاهرة، حيث فقدت الحركة الإسلامية بوفاته لهجة صادقة وجرأة في الحق لا تهاضي