نظمت بداية من يوم أمس وزارة التربية الوطنية برياض الفتح في العاصمة أبوابا مفتوحة على التوجيه المدرسي، تستمر لغاية 30 من الشهر الجاري، الهدف منها تقريب التلاميذ والأولياء من الفهم الحقيقي لهذه العملية التربوية الهامة التي تواجه التلاميذ في نهاية مرحلة التعليم الإلزامي. هذه الأبواب المفتوحة على التوجيه المدرسي، أمام التلاميذ وأوليائهم، مثلما هو مقرر لها، ستستمر لغاية نهاية الشهر الجاري، وهي تأتي في وقتها المناسب، قبيل نهاية السنة الدراسية الجارية وامتحاناتها الرسمية بحوالي شهرين، وهي الفترة التي تسبق بقليل عملية البث النهائي في توجيه تلاميذ السنة الرابعة من التعليم المتوسط، التي هي آخر سنة دراسية في مرحلة التعليم الإلزامي. هذه التظاهرة التربوية مثلما أوضح أحد المسؤولين بوزارة التربية الوطنية تهدف إلى تعريف التلاميذ المتمدرسين وأوليائهم، ولاسيما منهم متمدرسي السنة الرابعة متوسط بمسألة التوجيه المدرسي، التي هي تربويا نقطة الانطلاق الأولى للتلميذ في التخصص المبكر، الذي سيوجه إليه التلميذ في مرحلتي التعليم الثانوي والجامعي. وللتوضيح أكثر نقول أن مسألة التوجيه المدرسي هي مسألة هامة جدا، وتبدأ عمليا مع التلميذ بداية من السنة الأولى ثانوي، وهذه السنة مثلما يعلم الجميع هي السنة الأولى التي يشرع فيها التلميذ إما في الدراسة الأدبية، أو العلمية، أو الرياضية (من الرياضيات)، أو التكنولوجية، أو المهنية، وفي كل الأحوال فإن لكل توجيه من هذه التوجيهات خصوصياته المفصلة، وهي تحديدا موجودة عند مجالس التوجيه التربوي، التي عادة ما تتشكل من الأساتذة والإدارة، وأعضاء الأسرة التربوية الآخرين. وتنبني هذه التوجيهات على أساس الاستعدادات العلمية التربوية التي يملكها التلميذ، وعادة ما تقدر بالعلامات المحصل عليها خلال السنوات الثلاث، أو الأربع السابقة من التعليم المتوسط، زائد المعدل الذي يحصل عليه التلميذ في امتحان شهادة التعليم المتوسط ، تقسيم اثنين، ونذكر هنا أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في عهدته السابقة قد تدخل شخصيا لإقرار حساب المعدل النهائي على هذا الأساس، وقد كان من قبل لا يحسب بهذه الطريقة، بل يحسب على أساس الجمع بين ماتحصل عليه التلميذ خلال سنوات التعليم المتوسط، زائد ما تحصل عليه التلميذ في امتحان شهادة التعليم المتوسط، مقسوم على ثلاثة.، وفي هذا الوضع مضرة كبيرة بالتلاميذ، وأدى على مر سنوات إلى تقليص نسبة التلاميذ المؤهلين إلى مواصلة الدراسة في مرحلة التعليم الثانوي. رئيس الجمهورية تدارك هذا الوضع لإنصاف التلاميذ في الجهد الذي يبذلونه من أجل الفوز بالنجاح، والفوز بالتخصص المبكر الذي يوجهون إليه في السنة الأولى من التعليم الثانوي، وقد سر الجميع به، وبفضله ارتفعت نسب النجاح، وتمكن عدد أكبر من التلاميذ من مواصلة الدراسة. وحسب محدثنا، فإن هذه الأبواب المفتوحة على التوجيه المدرسي، سوف تمكن التلاميذ والأولياء على حد سواء من معرفة الكثير من جوانب التنظيم التربوي، مستجداته، وآليات المتابعة والتقويم، وكذا شروط التقويم، والانتقال من مستوى إلى آخر، ومن مرحلة إلى أخرى، كما أن هذه الأبواب المفتوحة سوف تمكن التلاميذ والأولياء من الإطلاع على الآليات المرافقة للتلميذ في تحقيق مبتغاه، وكافة المسالك والخيارات الدراسية والتكوينية، التي ستتاح له في مرحلة ما بعد مرحلة التعليم الإلزامي. ونشير إلى أن عددا معتبرا من هياكل ومؤسسات التربية الوطنية، والتعليم والتكوين المهنيين، بما فيها التعليم والتكوين عن بعد، والتعليم العالي، وكذا الدرك والأمن الوطنيين والحماية المدنية، قد شاركت كلها في هذه التظاهرة التربوية التحسيسية والإعلامية، التي ستتواصل لغاية يوم الخميس المقبل، وسوف تنظم بالتنسيق مع بعضها البعض ندوات وفضاءات تنويرية وإعلامية للمعنيين بعين المكان.