اعتبر مدني مزراق أمير ما كان يعرف بالجيش الإسلامي للإنقاذ الجناح المسلح للحزب المحظور أن العمل المسلح لم يعد له جدوى ليس في الحالة الجزائرية وحدها بل بالنسبة للحركات الإسلامية بشكل عام، وقال إن "شعار دولة الخلافة الإسلامية" لم يعد له معنى وأن لا غنى عن الدولة الوطنية وقوانين الجمهورية مهما كانت انحرافات وأخطاء هذه الدولة. وجه مزراق في حوار مطول خص به الموقع الالكتروني "إسلام أون لاين" انتقادات لاذعة لهؤلاء الذين يصرون على نهج العمل المسلح في الجزائر بدعوى إقامة دولة الخلافة الإسلامية، مشددا بالقول" يجب أن يعرف الناس أن العقلية التي زرعت في عقول بعض الشباب من تكسير لدور الدولة الوطنية من أجل إقامة دولة الخلافة الإسلامية وغيرها من الشعارات انتهت؛ فاليوم الناس أيقنت أنها تعيش في دول إسلامية مهما كان انحرافها ومهما كانت أخطاؤها، وأن الدولة الوطنية مهما أخطأت هي دولتهم"، وفي المقابل جدد مزراق تمسكهم بنهج المصالحة كحل وحيد للأزمة الوطنية باعتبار أن الخلاف من شأنه قبر الإسلام سيقبر الإسلام وإنه ليس المهم من هو المحق ومن هو المخطئ وأن الصلح بين أبناء الإسلام هو أكبر من واجب وأكبر من فريضة فالمصالحة الوطنية بالنسبة لمزراق هي مشروع إستراتيجي. وفي حديثه عن بقايا المسلحين الذين انضووا تحت لواء ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قال مزراق إن تنظيم القاعدة تنظيم عنكبوتي لا يقوم على مبادئ واضحة، ودعا السلطات المسؤولة إلى العمل الجاد من أجل غلق ملف العنف في الجزائر بشكل نهائي وإعادة هؤلاء الشباب إلى جادة الصواب وعدم السماح باستغلالهم لتحقق بهم مشاريع أخرى ربما هي أكبر من الجزائر ربما هي مشاريع صهيونية لضرب الإسلام والمسلمين ومشاريع استعمارية استيطانية لفتح الباب للتدخل الدولي في البلدان العربية والإسلامية ومنها الجزائر، واستشهد مزراق بأحد البيانات الأخيرة لتنظيم القاعدة في الجزائر والذي ينادي "بفتح الأندلس"، معتبرا أن مثل هذه الدعاوى تخرج الصراع من كونه صراعا جزائريا جزائريا إلى قضايا كبرى لا تملك السلطات الجزائرية حلا لها مثلما يذهب إليه المتحدث لأنها ستصطدم بمطالب لا علاقة لها بمشاكل الجزائر؛ وبالتالي فإن الحل يصبح مستحيلا، ولم يستبعد مزراق أن يكون هناك من يتلاعب بهؤلاء الشباب من أجل تحقيق أهداف إقليمية في المنطقة. كما طالت انتقادات مزراق وسهامه الدعاة وعلماء الدين الذين حملهم جزء من المأساة الوطنية بسبب الفتاوى التي أصدروها أيام الأزمة، وعادوا اليوم لينشدوا السلام في الجزائر، معتبرا أن هؤلاء العلماء والدعاة وخلال سنوات الأزمة والإرهاب كلهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار كانوا موافقين على ما يحدث ويتاجرون بالأزمة الجزائرية، قائلا "كلهم كانوا يهللون ويطبلون وينتظرون في الدولة الإسلامية حتى تقوم في الجزائر، تماما مثلما وقع بالضبط في أفغانستان حينما أصبحت "بيشاور" مركزا المجاهدين العرب وحينما ألقيت محاضرات النصر والتهليل ولكن حينما وقع الأفغان في الخطأ وطحنت الحرب الداخلية بعضهم بعضا نكرهم الدعاة وتنصلوا من مسئولياتهم وتركوهم يعيشون قدرهم بمفردهم"، مشيرا إلى أن ما حدث في أفغانستان ينسحب على الحالة الجزائرية رغم اختلاف العدو فالدعاة والعلما من وجهة نظر مزراق برروا الحرب الجزائرية تماما كما برروا الحرب الأفغانية، وهؤلاء لم يفهموا حسبه المخاطر ولم يقدروا الإسقاطات إلا بعد أن وقعت الكوارث. وذهب أمير ما كان يعرف بالجيش الإسلامي للإنقاذ بعيدا في انتقاداته للدعاة الذين أفتوا لصالح الجهاد ضد الدولة الجزائرية في السابق بالجزم قائلا "لو لم تكسر شوكة "الجيا" واستمرت الأمور على حالها لسقطت الدولة الجزائرية ولوجد هؤلاء الدعاة الذين يزورون الجزائر اليوم الغطاء الشرعي للجيا لكي تحكم الجزائر وللخلافة على منهاج النبوة"، داعيا إلى ضرورة التخلي عن أسلوب الفتاوى على المقاس.