إن الندوة الخاصة بتهويد القدس التي نظمتها جريدة "صوت الأحرار" تعد بحق صورة من صور المقاومة التي يجب أن تأخذ لها عدة أشكال وألوان، من العمل المسلح الذي أيدته كل الشرائع عبر التاريخ في صالح كل من اعتدي عليه ظلما وعدوانا، إلى العمل الدبلوماسي والسياسي الذي يجب أن يضطلع به من كان مؤمنا حقا بعدالة قضيته دون المتاجرة بها مقابل منافع شخصية أو فئوية أو حزبية إلى العمل الثقافي الذي لا يجب أن يكون مناسبة للسمر والثرثرة واللغو• لقد كان الأستاذ عبد الحميد مهري موفقا حينما قال أنه لا يستطيع أن يدخل في نقاش حول القدس دون الحديث عن قضية فلسطين، ومن أنه إذا وقعنا في الخطأ ونحن نعالج الأصول فلا محالة فإننا لا نوفق في معالجة الفروع مهما كانت أهميتها كقضية القدس، و لكن مع إيماننا بهذه القاعدة وأمام هذه الظروف الصعبة والمعقدة من تاريخ أمتنا لا يجب أن نقفز على المراحل• فالمخططات الصهيونية التي خربت الآثار وهدمت العمران والتي امتدت حتى إلى تخريب العقل العربي تحتم علينا إعادة تشكيل مفهومنا لفعل المقاومة الذي تكون نتائجه إيجابية، أي بمعنى أنه يجب أن نكون مواطنين صالحين في بلدننا حتى نتمكن فعلا من خدمة قضية فلسطين، ولابد كذلك أن نحمي أنفسنا من الجهل والمرض والفقر حتى نستطيع حماية القدس وأن نكون يدا واحدة فيما بيننا قبل أن تمتد يدنا إلى إخوتنا الفلسطينيين، وإلا فإننا لا نوفق إلا في تقديم مسكنات لآلامنا وأوجاعنا التي قد لا تنتهي ما لم نرتب أولوياتنا• إن الجزائر التي ذاقت ويلات الاستعمار، ندرك فعلا ما يعانيه الشعب الفلسطيني، ولهذا رفعت شعار : أنها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" ولم يبق هذا الشعار مجرد كلمات فقط، بل ترجم إلى مشاركة الجزائر في حروب الشرق الأوسط ضد العدو الصهيوني بكيفية أو بأخرى••• ومن الجزائر دوى" صوت فلسطين" عبر الأثير ومن الجزائر تم الإعلان عن قيام دولة فلسطين أيام الراحل ياسر عرفات وهي هذه الأيام تقيم عكاظية الجزائر 2009 تحت شعار "القدس في ضمير الشعر العربي" كما أن مساجد الجزائر كل جمعة إلا فلسطينوالقدس والأقصى حاضرة فوق منابرها•