وجه الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في أول زيارة له إلى قطاع غزة دعوة إلى الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم وجهودهم حتى يتمكنوا من إقامة دولة مستقلة لهم. وأثناء جولة قصيرة عاين فيها آثار الدمار الناتج عن الحرب الإسرائيلية التي شنتها إسرائيل على القطاع قبل خمسة أشهر، قال كارتر للصحفيين إن طريق السلام وإعادة البناء وإنهاء المعاناة "يمر عبر الوحدة الوطنية الفلسطينية". وشدد كارتر الذي وصل غزة عبر معبر بيت حانون مع إسرائيل على "الحاجة للسلام في المنطقة وإنهاء أي دوامة للعنف". وبعدما زار منطقة عزبة عبد ربه في شرق بلدة جباليا واطلع على الدمار فيها، عاين كارتر منطقة المصانع المدمرة شرقي غزة، ثم انتقل إلى مقر المدرسة الأمريكية غرب بيت لاهيا التي كانت تعرضت لقصف إسرائيلي في الحرب حيث عبر عن صدمته لحجم الدمار الذي شمل المرافق الفلسطينية في القطاع. وبدأ كارتر اجتماعا مع مسؤولي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وممثلي المنظمات الفلسطينية غير الحكومية للاطلاع على الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في القطاع، قبل أن يلتقي قيادات من الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية(حماس). وكان الرئيس الأمريكي الأسبق اجتمع مع قيادة حماس بالعاصمة السورية دمشق في أكثر من مناسبة كما أنه أجرى قبل يومين لقاء غير معلن مع نواب من الحركة في الضفة الغربية. ويحمل كارتر رسالة من عائلة جلعاد شاليط -الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس في قطاع غزة منذ ثلاثة أعوام- ويسعى مجددا للتوسط في القضية، علما بأنه التقى والد شاليط الجمعة الماضية وتسلم منه الرسالة. وقال محمود الزهار القيادي في حماس إن الحركة تدرس إيصال الرسالة إلى شاليط، مضيفا أنه إذا كانت إسرائيل ترغب في إنهاء أزمة الجندي يتعين عليها أن تطلق سراح كافة الأسرى الذين تطالب بهم حماس. واتهم الزهار إسرائيل بأنها ليست معنية بالتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى وإنما تسعى للحصول على أي معلومات عن موقع احتجاز شاليط لتحريره في عملية عسكرية.