نسبت صحيفة واشنطن تايمز لمصادر وصفتها بالمطلعة ولمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي نفسه قولهم إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعثت بداية الشهر المنصرم برسالة للمرشد تلتمس تحسين العلاقات بين البلدين. وذكرت أن خامنئي نفسه أكد في الجزء الأخير من خطبته التي ألقاها يوم الجمعة الماضي وجود هذه الرسالة في معرض اتهامه واشنطن بإثارة الاحتجاجات في بلاده على أثر ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في إيران يوم 12 جوان الحالي. وقالت إن المسؤولين الأمريكيين رفضوا الحديث عن هذه الرسالة أول أمس الثلاثاء, مرجحة أن يكون لرفضهم علاقة بالنبرة المتشددة التي ميزت تعليق أوباما أول أمس على القمع الذي تعرض له المحتجون على نتائج الانتخابات المذكورة. ونقلت واشنطن تايمز عن إيراني قالت إنه مطلع على هذا الانفتاح قوله إن الرسالة وجهت إلى المرشد ما بين الرابع والخامس من ماي الماضي، وإنها حددت أسسا لمستقبل "التعاون الإقليمي والعلاقات الثنائية" بين البلدين, وتناولت حل النزاع الحاصل بينهما بسبب البرنامج النووي الإيراني. ونسبت الصحيفة لهذا الإيراني -الذي اشترط عدم ذكر اسمه، لحساسية الموضوع- قوله إن الرسالة سلمت لوزارة الخارجية الإيرانية من طرف ممثل عن السفارة السويسرية, التي ترعى المصالح الأمريكيةبإيران, ثم سلمت بعد ذلك لمكتب خامنئي. ونقلت عن خامنئي قوله في خطبته الأخيرة تلميحه إلى وجود هذه الرسالة عندما قال "نُقل عن الرئيس الأمريكي قوله إنه يتوقع أن ينزل الشعب الإيراني إلى الشوارع, إنهم (إدارة أوباما) من ناحية يكتبون رسالة إلينا للتعبير عن احترامهم للجمهورية الإسلامية, والدعوة إلى استعادة العلاقات, ومن ناحية أخرى يصدرون مثل هذه الملاحظات". وذكرت واشنطن تايمز كذلك أن السفير السويسري بواشنطن أورس زيسويلر رد على سؤال للصحيفة عن هذه الرسالة بالقول "لا أستطيع التعليق على ذلك". وأضافت أن محاولات الانفتاح الأمريكي السابقة على إيران فشلت, مشيرة إلى أن ذلك يعود جزئيا إلى كونها كانت توجه للرئيس الإيراني وليس للمرشد الأعلى للثورة. غير أن الصحيفة نقلت عن الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى باتريك كلوسون قوله إن حديث أوباما شديد اللهجة تجاه إيران أمس الثلاثاء يظهر أنه بدأ يدرك أن آفاق التقارب المثمر بين البلدين بدأت تتقلص. وعلى صعيد آخر ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أول أمس أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومستشاريه يتخبطون للحصول على معلومات حول ما يحصل في إيران ويكتفون بمشاهدة الأشرطة التي يصورها هواة وتعرض على شبكة الانترنت. وأشارت الصحيفة إلى أنه في غياب علاقات دبلوماسية بين إيران وأمريكا وبعد طرد الصحافيين الأجانب، وجدت الإدارة الأمريكية التي تكافح أصلاً لفهم الحيثيات الإيرانية نفسها أمام مصدر وحيد للمعلومات يتمثل في صور الهواة على موقع “يوتيوب” وأخبار ينشرها أفراد على موقعي “تويتر” و”فيسبوك”. وذكرت أن الرئيس الأمريكي يستمع يومياً إلى إحاطة من أجهزة الاستخبارات ويتلقى تقارير من حلفاء كبريطانيا وفرنسا لأن لهما سفارات في طهران. ونقلت عن عدد من المسؤولين الأمريكيين أن الوضع الحالي يزيد الأمور تعقيداً بالنسبة إلى أوباما في إطار سعيه للتفاوض مع الحكومة الإيرانية حول برنامجها النووي. ومن جهة أخرى سحب محسن رضائي أحد المرشحين الثلاثة المهزومين في الانتخابات الإيرانية شكواه بشأن عمليات التصويت بعيد تمديد مرشد الجمهورية علي خامنئي المدة المخصصة لتسلم الشكاوى. ووجه رضائي أمس رسالة إلى مجلس صيانة الدستور -أحد أقوى مؤسسات الحكم في إيران- قال فيها إن الوضع السياسي والاجتماعي والأمني دخل مرحلة حساسة وحاسمة "هي أهم من الانتخابات نفسها"، حسب معلومات وكالة الصحافة.